مقالات صحفية


غزة: جرح ينزف وصمود يتحدى الصمت العربي

الإثنين - 07 أبريل 2025 - الساعة 11:07 م

مؤمن الحاج
الكاتب: مؤمن الحاج - ارشيف الكاتب


تواصل غزة تلك البقعة الصغيرة على خريطة العالم تحمل آلامها ومعاناتها منذ عقود. تتعرض هذه المنطقة المحاصرة لقصف متواصل وانتهاكات جسيمة بينما يتفرج العالم العربي على مأساة أبنائها وكأنهم مجرد أرقام أو إحصائيات. إن غزة اليوم ليست مجرد أرض محاصرة بل هي رمز للكرامة الإنسانية والمقاومة.

عندما نتحدث عن غزة فإننا نتحدث عن قصص من الألم والفقدان، عن عائلات تشتت شملها، وأطفال فقدوا أحلامهم بين ركام المنازل. هذه المدينة التي كانت يوماً ما مليئة بالحياة والأمل، أصبحت الآن ساحة قتال، حيث تسقط القذائف وتدمر المنازل، ويُحرم الناس من أبسط حقوقهم.


تستخدم القوات الإسرائيلية مجموعة متنوعة من الأسلحة في عملياتها العسكرية. من القذائف المدفعية إلى الطائرات الحربية، تُستخدم التكنولوجيا الحديثة في تدمير الحياة في غزة. هذه الأسلحة لا تستهدف فقط المواقع العسكرية، بل تُستهدف أيضاً المناطق السكنية مما يؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين.

تتحدث التقارير الدولية عن استخدام أسلحة محرمة دولياً مثل القنابل الفسفورية التي تسبب حروقاً مروعة وتدميراً واسع النطاق. كما أن الحصار المفروض على غزة يمنع وصول المساعدات الطبية والإنسانية مما يزيد من معاناة السكان الذين يحتاجون إلى الرعاية.


في الوقت الذي تتعرض فيه غزة للقصف، نجد أن العالم العربي يتعامل مع هذه الكارثة بصمت مثير للقلق. القادة العرب، الذين يتحدثون عن التضامن والمساندة، يكتفون بإصدار بيانات استنكار لا تسمن ولا تغني من جوع. أين هي المواقف الحقيقية التي تعكس دعمهم للشعب الفلسطيني؟ أين هي الخطوات الفعلية التي يمكن أن تغير من مجريات الأحداث؟

هذا الصمت العربي يُظهر ضعفاً في الإرادة السياسية، ويعكس انقساماً داخل الصف العربي. هناك قضايا أخرى تبدو أكثر إلحاحاً في نظر بعض الحكومات، مما يجعل القضية الفلسطينية تتراجع إلى مؤخرة الأولويات. لكن يجب أن نتذكر أن قضية فلسطين ليست مجرد قضية سياسية بل هي قضية إنسانية تتطلب دعماً فعلياً.



على الرغم من كل هذه المعاناة لا يزال هناك أمل. صوت المقاومة في غزة يعلو، حيث يُظهر الناس شجاعة وإرادة لا تنكسر. تخرج المظاهرات في الشوارع، ويدافع الشباب عن حقوقهم وحياتهم. إنهم يرفضون الاستسلام، ويؤكدون على حقهم في العيش بكرامة.


في الختام

إن ما يحدث في غزة لا يمكن أن يُترك دون رد فعل. يجب على العالم العربي أن يُدرك أن التفرج على معاناة الشعب الفلسطيني هو خيانة للقيم الإنسانية حان الوقت ليتحرك القادة العرب بشكل فعلي وأن يكون هناك تنسيق عربي حقيقي لدعم غزة

يجب أن نعمل جميعاً من أجل إنهاء الحصار وتوفير المساعدات الإنسانية ودعم حقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم إن غزة ليست وحدها، بل هي جزء من الأمة العربية ويجب أن نكون جميعاً في صف واحد لدعمها ومساندتها في محنتها.

إنها دعوة لكل عربي أن يتذكر أن غزة ليست مجرد مكان على الخريطة، بل هي رمز للإنسانية والمقاومة. ليكن صوتنا واحداً ولنعمل معاً من أجل تحقيق العدالة والسلام في هذه الأرض المقدسة.




شاهد ايضا


عاجل | وسائل إعلام اسرائيلية: إصابات مباشر في عدة مواقع داخل تل أبيب ...

الإثنين/16/يونيو/2025 - 04:32 ص

عاجل | وسائل إعلام اسرائيلية: إصابات مباشر في عدة مواقع داخل تل أبيب الكبرى وجنوبي إسرائيل


مختل عقلياً يقتل شخصاً ويصيب آخر بوابل من الرصاص في رضوم بشبوة ...

الإثنين/16/يونيو/2025 - 12:57 ص

في حادثة مؤلمة فجع بها أبناء مديرية رضوم محافظة شبوة، بعد أن أطلق شخص يقال إنه مختل عقلياً وابلًا من الرصاص من سطح منزله الكائن بمدينة عين بامعبد، يدع


ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء اليوناني يبحثان تداعيات عمليات إسرائيل ...

الأحد/15/يونيو/2025 - 11:41 م

بحث ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، مع رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس مستجدات الأحداث في المنطقة وتداعيات العمل