حلف حضرموت: قوة الوحدة ورؤية المستقبل المشرق

الإثنين - 14 أبريل 2025 - الساعة 12:21 ص

الكاتب: مؤمن الحاج - ارشيف الكاتب

في لحظة فارقة من تاريخ حضرموت، تجمعت كل أطياف المجتمع لتشهد مشهدًا استثنائيًا عنوانه الكرامة والعزة. حلف حضرموت أطلق كلمته، كلمة الرجال الذين صدقوا في عهودهم، وشعب أوفى بمبادئه، وموقف لا تراجع فيه عن حقوقه. إنه اليوم الذي أظهرت فيه حضرموت، بكل تنوعها القبلي والمدني، موقفًا موحدًا يعبر عن إرادة جماعية لا لبس فيها.

حضرموت ليست مجرد هامش في الخريطة، بل هي الأصل والرقم الصعب، صوت الأرض والناس. تمتاز هذه المحافظة الغنية بثرواتها الطبيعية وتاريخها العريق، حيث كانت وما زالت مركزًا حضاريًا وثقافيًا في المنطقة. إن موقعها الجغرافي الاستراتيجي جعل منها نقطة التقاء للثقافات المختلفة، مما أضفى عليها طابعًا خاصًا ومميزًا. حضرموت تجسد التاريخ، والتاريخ لا يموت.

في قلب هذا المشهد العظيم، وقف الشيخ عمرو بن حبريش، رمز الدولة والقبيلة والمبدأ. هو الرجل الذي يحمل هموم حضرموت بصدق وإخلاص، ويتحدث بلسان حالها وتاريخها وآمالها. لم تأسره المناصب أو تغره الشعارات؛ بل اختار أن يكون في الصف الأول مع أهله، مدافعًا عن الحق، رافضًا أي مساس بكرامة حضرموت وأبنائها. إن قيادته تمثل نموذجًا يحتذى به في الإخلاص والولاء، حيث يضع مصلحة حضرموت فوق أي اعتبارات شخصية أو سياسية.

لقد عانت حضرموت لعقود من التهميش، رغم ثرواتها الهائلة وموقعها الجغرافي الاستراتيجي. حيث كانت السياسات المركزية تتجاهل احتياجاتها وتطلعات أبنائها. لكن اليوم، تنهض حضرموت بصوت أبنائها، لا تطلب فضلًا من أحد، بل تسعى للعدالة والندية والشراكة الحقيقية. لقد أدركت أن قوتها تكمن في وحدتها، وأنها قادرة على تحقيق ما تصبو إليه من خلال العمل الجماعي والتضامن، في إطار الوحدة اليمنية التي تعزز من هويتها الوطنية.

ما حدث في ساحات حلف حضرموت هو تجسيد حي لإرادة جماعية تجاوزت الأطر القبلية والمناطقية، وجمعت تحت رايتها كل الطيف الحضرمي الشريف. هذا التحالف يمثل قمة الوعي الوطني، حيث تتجاوز المصالح الفردية وتُعلى مصلحة الوطن. لقد أصبح صوت حضرموت مسموعًا، وأصبح لأبنائها الحق في المشاركة الفعالة في صنع القرار الذي يؤثر على حياتهم ومستقبلهم.

يجب أن نقف وقفة إجلال لكل من لبّى نداء الأرض والانتماء. لشيوخ القبائل الذين جسّدوا الحكمة والغيرة، وللشخصيات الاجتماعية والرسمية الذين أضفوا هيبة على هذا المشهد. كما ينبغي أن نوجه تحية خاصة لنشطاء المجتمع المدني والوجهاء والشباب الذين أظهروا أن حضرموت ليست مجرد صدى، بل صوت حر نابض. إن هؤلاء الأبطال هم من يسهمون في بناء مجتمع حضرمي قوي ومتماسك، يسعى إلى تحقيق العدالة والتنمية.

يلعب المجتمع المدني دورًا حيويًا في تعزيز الوعي السياسي والاجتماعي. فالمؤسسات والجمعيات الأهلية تعمل على نشر ثقافة المشاركة وتوعية المواطنين بحقوقهم وواجباتهم. الشباب، باعتبارهم عماد المستقبل، هم من يقودون هذه التغييرات، ويعبرون عن تطلعاتهم من خلال الأنشطة الثقافية والاجتماعية والسياسية. إنهم الجيل الذي يحمل على عاتقه مسؤولية بناء حضرموت الجديدة، حضرموت التي تحترم حقوق جميع أبنائها وتعمل على تحقيق التنمية المستدامة.

هذا الحضور الكبير لم يكن تظاهرة عابرة، بل هو إجماع وطني حضرمي على أن الوقت قد حان لتأخذ حضرموت مكانها الطبيعي، لتدير شؤونها بنفسها، وتستفيد من ثرواتها، وتبني مستقبلها بيدها. إن الشعوب لا تنهض إلا عندما تجتمع كلمتها وتتشبث بحقوقها، وتختار من يمثلها بإخلاص. إن الرؤية المستقبلية لحضرموت تتطلب توحيد الجهود والعمل على تحقيق الأهداف المشتركة، من خلال تطوير التعليم، وتعزيز الاقتصاد، وتوفير فرص العمل للشباب، في إطار الوحدة اليمنية التي تضمن العدالة والمساواة لجميع مكوناتها.