غروندبرغ: اليمن في قلب التصعيد الإقليمي والحل لا يكون إلا بتسوية سياسية شاملة
الثلاثاء - 10 يونيو 2025 - 03:38 م
أحداث العالم _ متابعات
كشف المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، عن تعقيد المشهد اليمني نتيجة التشابك المتزايد مع تطورات السياق الإقليمي، لا سيما في ظل الأزمة الجارية في قطاع غزة.
وفي حوار مع صحيفة “الدستور”، أعرب غروندبرغ عن قلقه البالغ إزاء التصعيد العسكري، مشيرًا إلى الهجمات التي تنفذها مليشيا الحوثي على مطار بن غوريون، والضربات الإسرائيلية التي استهدفت ميناء الحديدة ومطار صنعاء، معتبراً أن هذه التطورات تعيد اليمن إلى واجهة التوترات الإقليمية.
واعتبر غروندبرغ أن إعلان سلطنة عمان في 6 مايو الماضي، بشأن وقف الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة والحوثيين، يُعد خطوة مهمة نحو خفض التوترات في البحر الأحمر، ويمهد أيضًا لتحسين الأوضاع داخل اليمن.
وأكد المبعوث الأممي أن الحل المستدام في اليمن لا يمكن أن يتحقق إلا عبر تسوية سياسية تفاوضية، مشددًا على أنه يعمل بشكل مكثف مع مختلف الأطراف اليمنية، إلى جانب القوى الإقليمية والدولية، من أجل تهيئة بيئة مواتية لحوار جاد وشامل.
وأشار إلى أن الهدنة التي تم التوصل إليها في عام 2022، والالتزامات التي تلتها في 2023، أظهرت أن الحوار يمكن أن يكون مجديًا ويُفضي إلى تحسينات ملموسة في حياة المواطنين.
غير أن غروندبرغ حذّر من أن انعدام الثقة العميق بين الأطراف، وتصاعد الخطاب العدائي، إلى جانب التوترات الإقليمية، تمثل تحديات كبيرة، مؤكدًا أن تجاوزها ممكن من خلال تضافر الجهود والتركيز على عملية سلام يقودها ويملكها اليمنيون أنفسهم.
ونوّه إلى وجود أولويات واضحة يتفق عليها اليمنيون، على رأسها وقف دائم لإطلاق النار، مدعوم بترتيبات أمنية فعّالة، وتخفيف المعاناة الاقتصادية، وإطلاق عملية سياسية شاملة لا تُقصي أحدًا.
كما عبّر غروندبرغ عن قلقه من إعادة تصنيف الولايات المتحدة للحوثيين كمنظمة إرهابية، مؤكداً أن الحل السياسي يبقى المسار الوحيد لإنهاء النزاع وتحقيق الاستقرار.
وفي سياق متصل، دان المبعوث الأممي بشدة استمرار مليشيا الحوثي في احتجاز موظفين تابعين للأمم المتحدة والعاملين في منظمات إنسانية بشكل تعسفي ومطول، مطالبًا بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم، واصفًا هذا السلوك بأنه “غير مقبول”.
وشدد غروندبرغ على ضرورة إشراك النساء اليمنيات في جهود بناء السلام، معتبراً أن أي عملية سياسية تغيب عنها المرأة تظل ناقصة وغير مكتملة.
واختتم بالتأكيد على أن إنهاء الحرب في اليمن يتطلب أولاً وقفًا شاملًا ودائمًا لإطلاق النار، يعقبه مسار للتعافي الاقتصادي، ثم الدخول في عملية سياسية جامعة. وقال إن خريطة الطريق التي ترعاها الأمم المتحدة تركز على وقف إطلاق النار، معالجة التحديات الاقتصادية والإنسانية، وتهيئة الأرضية لحوار سياسي وطني شامل.