تشييع قيادي «مؤتمري» توفي بعد أيام من انتقاده نفوذ الجماعة
حزب صالح يستعرض في صنعاء قوته الجماهيرية أمام الحوثيين
الأحد - 20 يوليو 2025 - 06:14 م
احداث العالم _ الشرق الاوسط
استغل جناح حزب «المؤتمر الشعبي العام» في مناطق سيطرة الحوثيين تشييع أحد قادته لاستعراض قوته الجماهيرية، واحتشد الآلاف من أنصاره معبرين عن السخط الشعبي على الجماعة ورفض التضييق على الحزب الذي أسسه الرئيس الراحل علي عبد الله صالح.
وشارك آلاف المنتمين إلى «المؤتمر الشعبي» وزعماء القبائل والوجهاء وشخصيات سياسية في موكب تشييع القيادي في الحزب وعضو البرلمان، الزعيم القبلي زيد أبو علي، الذي توفي الخميس بصورة مفاجئة بعد أيام من إدلائه بتصريحات انتقد فيها بشدة نفوذ وسيطرة الجماعة الحوثية.
وانطلق الموكب من وسط صنعاء يوم السبت وصولاً إلى محافظة المحويت (نحو 100 كيلومتر غرب صنعاء) وهي مسقط رأس القيادي أبو علي.
يأتي الاستعراض الجماهيري لجناح «المؤتمر» في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، بعد أشهر من استعراض مماثل في تشييع القيادي في الحزب والزعيم القبلي ناجي الجدري في مديرية بني الحارث المجاورة لصنعاء.
القيادي المؤتمري والبرلماني أبو علي بحدة انتقد سلطة الجماعة الحوثية، وقال في لقاء تلفزيوني مع إحدى المحطات المحلية، يُنتظر أن تُذيع نصه الكامل لاحقاً، إن «الموت أهون من القبول بحكم رجعي».
موقف مناهض للجماعة
يعدّ حديث أبو علي أقوى موقف معلن من قبله تجاه الجماعة التي تسيطر على أجزاء واسعة من شمال البلاد، رغم أن عائلته عُرفت بموقفها المناوئ لأسلاف الحوثيين، وانخرطت في القتال إلى جانب النظام الجمهوري في ستينات القرن الماضي.
وحرص أنصار حزب «المؤتمر» ومناهضو الحوثيين من النشطاء والسياسيين على إعادة نشر آخر العبارات التي وردت في مقابلة الرجل بهدف إظهار تأييده النظام الجمهوري، وعدم مساندته الجماعة الحوثية برغم بقائه في مناطق سيطرتها.
إشادات بالفقيد
عقب الصلاة، انطلق الموكب الجنائزي الضخم باتجاه مديرية الطويلة التابعة لمحافظة المحويت، واصطفت عشرات السيارات في الموكب، وتمت مواراة جثمانه الثرى هناك، بينما استقبلت عائلته وسكان منطقته حشود المشاركين بالتقاليد القبلية المعروفة، وأقامت أول أيام العزاء هناك، على أن يتم استكمال مجالس العزاء في صنعاء بعد ذلك ولمدة يومين.
وأثنى رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي، على مواقف البرلماني الراحل ومقاومته المشروع الإمامي، في حين أشاد نائب الرئيس الأسبق، اللواء علي محسن صالح، بشجاعته وصلابة موقفه ضد مشروع الإمامة خلال عمله السياسي، وأدواره المشهودة في إصلاح ذات البين وخدمة المجتمع.
كما أثنى على تلك المواقف رئيس مجلس الشورى اليمني، أحمد عبيد بن دغر، الذي وصف القيادي المؤتمري الراحل بالشخصية البرلمانية بارزة التي أسهمت بفاعلية في خدمة الوطن والمجتمع، والعمل على ترسيخ قيم الحوار والوحدة.
من جهته، أشاد رئيس جناح «المؤتمر الشعبي العام» في مناطق سيطرة الحوثيين، صادق أبو رأس، بمناقب أبو علي ودوره النضالي الوطني والتنظيمي، وقال إنه كان نموذجاً للبرلماني الذي اكتسب خبرة واسعة منذ وصوله إلى عضوية مجلس «الشعب التأسيسي» عام 1982.
ونوه أبو رأس إلى أن أبو علي ظل يفوز بعضوية مجلس النواب عن حزب «المؤتمر» في كل الدورات الانتخابية، حتى نال لقب «عميد البرلمانيين»، ووصفه بأنه نموذج يُحتذى للبرلماني الملتزم حتى رحل عن الدنيا، بعد أن كان أحد مؤسسي الحزب عام 1982م، وأسهم في تطوير العمل التنظيمي والسياسي للمؤتمر، سواءً بصفته عضواً في كتلته البرلمانية أو على المستوى الداخلي، حيث وصل إلى عضوية اللجنة العامة (المكتب السياسي).