الحوثيون يعيدون نشر معدات اتصالات عسكرية بعد نحو شهر من توقف الهجمات الأمريكية
الأربعاء - 11 يونيو 2025 - 06:20 م
أحداث العالم ـ متابعات
أعادت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، نشر معدات اتصالات وأصول تقنية في مناطق سيطرتها، في محاولة لإعادة تعبئة منظومة الاتصالات والتقنية، وذلك بعد نحو شهر من توقف الهجمات الأمريكية التي ألحقت بمنظومتها أضراراً كبيرة.
ونقلت منصة "ديفانس لاين" المتخصصة في الشؤون الأمنية والعسكرية، عن مصادرها، القول أن الجماعة الحوثية تقوم بإعادة تأهيل شبكة الاتصالات في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وتشغيل معدات استراتيجية ومراكز رئيسية تعرضت لتدمير كلي أو جزئي بفعل الهجمات الأمريكية التي ركّزت على البنية الاتصالية للجماعة.
وأوضحت المصادر أن عملية التأهيل وإعادة النشر تشمل الأصول المستخدمة في تسيير وتوجيه الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيّار التي تستخدمها في هجماتها البحرية أو تلك العابرة للحدود.
وذكرت المنصة أن المليشيا قامت بتركيب أجهزة هوائية وأنظمة توجيه في أهم مناطق تمركزها وبعض الأبراج في المرتفعات الحاكمة، ونقلت محطات بث وتشويش وأجهزة إلى المحاور والقطاعات العسكرية. كما أعادت نشر ربيترات للاتصالات العسكرية اللاسلكية في بعض خطوط التماس والمواقع الاستراتيجية والمراكز المتقدمة.
وكانت المليشيا قد قامت بسحب بعض معدات وأجهزة الاتصالات وتفكيك بعض المحطات وأعادت تخزين أصولها في مخابئ جديدة مستحدثة لتجنيبها خطر الضربات الجوية الأمريكية.
وفي سياق متصل أفادت المنصة نقلاً عن مصادر وصفت بالوثيقة أن المليشيا قامت بمد شبكة اتصالات سلكية إلى المناطق الاستراتيجية، وقامت بتوصيل خطوط خاصة إلى بعض مواقع المواجهات والنقاط المتقدمة لربط مراكز القيادة والسيطرة والعمليات لقواتها، وفي المقار والمرافق الحيوية. في إشارة لتوجه الجماعة إلى توسيع عمليات استخدام الشبكات السلكية وتقليل الاعتماد على المنظومات اللاسلكية وأنظمة الإشارة والبث الهوائي.
ونوهت إلى أن الجماعة تستفيد من شبكة الخطوط السلكية وما يعرف بالخط الساخن والخطوط المخصصة للجانب العسكري التي تم مدها خلال فترة ما قبل الحرب بجانب شبكة الخطوط المدنية، إلى جانب قيام الجماعة بمد خطوط جديدة إلى المناطق البعيدة ومناطق تمركزها.
ولفتت المنصة إلى أن الجماعة تعتمد على دوائر متعددة لشبكة الاتصالات والتقنية للربط والسيطرة الداخلية، وطوّرت أوعية متنوعة للبيانات والشفرات وآليات إدارة عمليات أذرعها العسكرية والأمنية وهياكلها التنظيمية. كما تحتفظ بشبكة اتصالات داخلية سرية يتم إدارتها عبر ما يسمى "دائرة الاتصالات الجهادية" لها نظام خاص ومستقل تعتمد عليه في تنظيم وإدارة الفصائل القتالية "الجهادية" والأجهزة الاستخبارية الداخلية، إلى جانب منظومات الاتصالات الخاصة بالقوات والأجهزة الأخرى.
وأشارت إلى أنه منذ ما بعد أكتوبر 2023 لم يتوقف مجهود الجماعة في إعادة بناء منظومة اتصالاتها بمختلف قطاعاتها ونطاقاتها، وقد أخضعت آليات الاتصال والربط لتحديثات دقيقة وأعادت تعبئة أوعية البيانات والشفرات وتغيير أساليب وتكتيكات التمركز والانتشار، بغية تجنب عمليات الاختراق، مع وضع الجماعة على دائرة تركيز ومراقبة الأجهزة الاستخبارية، وتصاعد مخاوفها من التعرض لاختراق تقني وأمني، شبيهة بالضربة التي تعرض لها "حزب الله" في جنوب لبنان، وما يعرف بعملية "البيجر" التي قادت لانهيار الحزب بطريقة دراماتيكية مفزعة