أزمة وقود خانقة تضرب مناطق الحوثيين
الإثنين - 05 مايو 2025 - 10:34 ص
أحداث العالم ـ وكالات
تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي انفجاراً غير مسبوق لأزمة وقود خانقة، تهدد بشل الحركة اليومية وجر المحافظات إلى حافة الشلل التام، بحسب ما أفادت به مصادر محلية وسكان في صنعاء وعدد من المحافظات، اليوم الأحد.
وأكدت المصادر أن العاصمة صنعاء، ومحافظات إب والحديدة وصعدة، تعاني من إغلاق شبه كامل لمحطات الوقود، في وقت تصاعدت فيه التحذيرات من كارثة مرتقبة حتى عبر حسابات محسوبة على جماعة الحوثي نفسها، التي اضطرت للاعتراف بشكل غير مباشر بتفاقم الوضع.
وبحسب المصادر، تتجه المليشيا الحوثية إلى فرض قيود صارمة على توزيع الوقود، تشمل تقنين التعبئة لكل سيارة بواقع 40 لتراً فقط كل أسبوعين، ضمن آلية مشددة يقول السكان إنها ستعمق من معاناتهم اليومية، وتضرب قطاع النقل والخدمات الأساسية، بما في ذلك المستشفيات، التي تعتمد على المشتقات النفطية لتشغيل المولدات.
ورغم نفي شركة النفط التابعة للحوثيين وجود أزمة، تؤكد الأنباء القادمة من المحافظات أن سلطات الجماعة تستعد لفرض سياسة تقنين علني خلال الأيام المقبلة، في خطوة تكشف حجم الاختناق الحاصل في إمدادات الوقود.
وفي محافظة إب، أكدت مصادر محلية أن عدداً من محطات تعبئة الغاز المنزلي أغلقت أبوابها أمام المواطنين، بعد إعلانها نفاد المخزونات، مما ينذر بأزمة متفاقمة تمتد إلى داخل البيوت، حيث يعتمد ملايين السكان على الغاز المنزلي للطبخ.
وتأتي هذه التطورات على وقع تصعيد عسكري أميركي هو الأعنف حيث، تشن القوات الأميركية منذ منتصف الشهر الماضي سلسلة ضربات جوية على ميناء رأس عيسى النفطي، بمحافظة الحديدة غربي اليمن.
وتقول القيادة المركزية الأميركية إن الهجمات تهدف إلى "حرمان الحوثيين من الإيرادات غير المشروعة التي يمولون بها عملياتهم العسكرية والهجمات على السفن الدولية".
ويُنظر إلى الضربات الأميركية كجزء من استراتيجية جديدة تستهدف خنق مصادر تمويل الحوثيين، لا سيما من عائدات النفط والوقود، التي شكلت شرياناً مالياً حيوياً للجماعة منذ سنوات، في ظل استمرار سيطرتها على موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.
ورغم أن تقريراً حديثاً لبرنامج الغذاء العالمي أشار إلى أن مليشيا الحوثي استوردت خلال الربع الأول من العام الجاري 816 ألف طن متري من الوقود، وهو نفس المستوى تقريباً الذي تم استيراده خلال الفترة نفسها من العام الماضي، إلا أن المشهد على الأرض يكشف عن أزمة تتفاقم بسرعة.
وشوهدت طوابير طويلة من السيارات والأسر تصطف بلا نهاية أمام محطات الوقود، في صنعاء وإب وصعدة والحديدة، وسط أجواء من الترقب والقلق من انفجار الوضع إلى مستويات كارثية في الأيام المقبلة.