إسرائيل تستهدف مسلحين "تحضروا لتنفيذ هجوم ضد الدروز جنوب دمشق"، و22 قتيلاً إثر اشتباكات في أشرفية صحنايا
الأربعاء - 30 أبريل 2025 - 07:18 م
احداث العالم _ متابعات
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن الجيش الإسرائيلي شن، وبإيعاز منه، غارة جوية استهدفت ما وصفها بـ "مجموعة متطرفة"، كانت تستعد لتنفيذ هجوم ضد السكّان الدروز في منطقة صحنايا جنوب العاصمة السورية دمشق.
وأضاف البيان الصادر عن مكتب نتنياهو، أنه تم نقل "رسالة حازمة" إلى النظام السوري، مفادها أن إسرائيل تتوقع منهم التحرك لمنع الإضرار بالطائفة الدرزية، مشدداً على التزام الدولة تجاه الدروز في إسرائيل، الذين تجمعهم علاقات وثيقة مع دروز سوريا.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، أن الهجوم نُفذ بواسطة طائرة مسيّرة أطلقت صاروخاً باتجاه مبنى تواجد فيه مسلحون يُعتقد أنهم كانوا يستعدون لاستهداف السكان الدروز.
وأكدت الهيئة أن الهجوم لم يسفر عن أي إصابات، مشيرة إلى أن الهدف منه كان توجيه "رسالة تحذيرية".
وتقع منطقة صحنايا، على بعد نحو 15 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة السورية دمشق، ويقطنها الدروز والمسيحيين.
وتشهد بلدة أشرفية صحنايا التابعة للمنطقة، اشتباكات منذ مساء الثلاثاء، بين قوات الأمن السورية وقوات رديفة لها من جهة، ومسلحين دروز من سكان المنطقة من جهة أخرى، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأسفرت الاشتباكات وفقاً للمرصد، عن مقتل 22 على الأقل، بينهم 6 من المسلحين الدروز، و16 من القوات الرديفة والقوات الأمنية.
وهو ما أكدته وزارة الداخلية السورية، التي قالت في بيان نقلته وكالة فرانس برس، إن 16 عنصراً من قوات الأمن السورية قتلوا في الاشتباكات التي اندلعت في صحنايا الواقعة قرب دمشق.
بدورها، نقلت وكالة الأنباء السورية أن الاشتباكات بدأت بعد أن هاجمت "مجموعات خارجة عن القانون" من منطقة أشرفية صحنايا حاجزاً يتبع لإدارة الأمن العام مساء الثلاثاء، ما أسفر عن إصابة ثلاثة عناصر.
وأضافت الوكالة أن قوات الأمن السورية بدأت عملية تمشيط واسعة في البلدة، بهدف "إلقاء القبض على هذه العصابات".
خوف وفوضى
وقال شاهد عيان من داخل منطقة صحنايا، لبي بي سي، إن الهجوم مستمر في البلدة منذ مساء الثلاثاء دون توقف، وإن أصوات إطلاق النار لا تنقطع للحظة، في ظل "تحشيد عنيف وعشوائي تعيشه البلدة".
وتحدث سامر – وهو اسم مستعار – عن تفاصيل ما وصفه بـ "الخوف والفوضى العارمة"، وأوضح أن المشكلة تكمن في الغموض الذي يحيط بهوية المهاجمين، مشيراً إلى أن عدم اتضاح هوية المهاجمين يزيد "من حالة الإرباك والرعب بين الأهالي".
وقال سامر إن سيارات الإسعاف مُنعت من الدخول إلى البلدة، وإن المحال التجارية مغلقة بالكامل، مضيفاً أن الشبّان الموجودين عند الحواجز تعرّضوا لهجوم مباشر.
وبدت واضحة أصوات إطلاق الرصاص خلال إجراء المقابلة مع سامر، إذ أكد أن هناك أسلحة "أثقل من مجرد البنادق" تُستخدم في الهجوم.
ما موقف الدروز من الشرع وإسرائيل؟ مقابلة مع شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز في السويداء
وختم سامر حديثه بالقول: "نريد من الحكومة أن تكون طرفاً فاصلاً بين المهاجمين والمدنيين، نطالب بشخص رسمي يمثل الدولة يمكن التفاوض معه، ووجهاء المدينة يحاولون تهدئة الموقف، لكن الأوضاع صعبة للغاية. نأمل أن تنجح مفاوضات جديدة وتضع حداً لهذا الغموض والخوف من المجهول".
وتأتي هذه الأحداث عقب اشتباكات مماثلة شهدتها مدينة جرمانا جنوب دمشق، التي يسكنها كذلك أبناء الطائفة الدرزية، إذ هاجمت مجموعات مسلحة بشكل مفاجئ المدينة بعد انتشار تسجيل صوتي لرجل درزي يهاجم النبي محمد، ليتبين لاحقاً أن التسجيل مفبرك، إذ أكدت وزارة الدفاع السورية أنه لا يعود إلى الشخص الذي نُسب إليه.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاشتباكات في جرمانا اندلعت بين مسلحين محليين في المدينة، ومجموعات مسلحة هاجمتها، ما أسفر عن مقتل 17 شخصاً، بينهم 8 من المقاتلين الدروز، و9 من القوات الرديفة للحكومة السورية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية أن ممثلين للحكومة السورية ودروز جرمانا توصلوا إلى اتفاق نصّ على "محاسبة المتورطين في الهجوم الدامي الذي تعرضت له المنطقة، والحدّ من التجييش الطائفي".
ويتوزّع الدروز بين لبنان وإسرائيل والجولان المحتل وسوريا والأردن، ويتركزون في محافظة السويداء في جنوب سوريا.
كما يعيش الدروز في بعض البلدات القريبة من دمشق، أبرزها جرمانا وصحنايا وأشرفية صحنايا ودير علي.
ومنذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، تمكّن الدروز إلى حد كبير من تحييد أنفسهم عن تداعياته.
ولم يتوصل الدروز الذين ينضوون ضمن مجموعات مسلحة عدة في مناطق تواجدهم إلى اتفاق بعدُ مع السلطات الجديدة للاندماج ضمن قواتها، وذلك بعد إعلان الرئيس الانتقالي أحمد الشرع حل كل الفصائل المقاتلة.
وفي بداية مارس/آذار الماضي، لوّح وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بالتدخل عسكرياً في سوريا ضد القوات السورية "إذا أقدم النظام على المساس بالدروز في جرمانا جنوب شرق دمشق".
وبعد الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد، نفذت إسرائيل مئات الغارات الجوية على سوريا، وعزّزت من وجود قواتها في المنطقة العازلة التي تفصل بين الجولان المحتل وسوريا.