مقالات صحفية


رد الصين على الاستفزازات الأمريكية: لا نخاف، ولا نتراجع

الجمعة - 11 أبريل 2025 - الساعة 01:34 م

عبدالله مناوس
الكاتب: عبدالله مناوس - ارشيف الكاتب




في خطوة تعكس نبرة التحدي، أصدرت وزارة الخارجية الصينية بيانًا حادًّا ردًا على ما وصفته بـ”الاستفزازات الأمريكية”. جاء التصريح عبر المتحدثة باسم الوزارة، ماو نينغ، التي قالت بمنشور على منصة “إكس” (تويتر سابقًا):
“نحن صينيون لا نخاف من الاستفزازات ولا نتراجع

رسالة رمزية تحمل أكثر من معنى
لم يقتصر رد الخارجية الصينية على الكلمات، بل أرفقته المتحدثة بصورة للرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، مرفقة بتعليق ساخر مفاده أن “حتى قبعته من صنع الصين”. رسالة رمزية تؤكد عمق التأثير الاقتصادي الصيني عالميًا، وتشير إلى صعوبة عزل الصين أو تقويض نفوذها العالمي.
هذا التصريح عُدّ بمثابة رفض قاطع لأي ضغوط أو محاولات أمريكية للنيل من مكانة الصين الدولية، لا سيما في ظل تصاعد التوتر بين الجانبين على مختلف الأصعدة، من تايوان، إلى التكنولوجيا، وحتى الاقتصاد.

تصعيد جمركي متبادل وتوتر متزايد
لم توضح المتحدثة طبيعة “الاستفزازات” التي أشعلت هذا الرد، إلا أنه من الممكن ربطه بالإجراءات الاقتصادية الأخيرة، إذ رفعت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 125%، بالإضافة إلى 20% فرضت سابقًا هذا العام، ليبلغ إجمالي الرسوم المفروضة 145%.
وردًا على هذه الخطوة، أعلنت لجنة التعريفات الجمركية بمجلس الدولة الصيني رفع الرسوم الانتقامية على المنتجات الأمريكية من 84% إلى 125%، في تصعيد مباشر يهدد بإشعال حرب تجارية مفتوحة.

الرئيس شي جينبينغ: “لا نخشى أحدًا”
وفي أول تعليق علني له على الأزمة، قال الرئيس الصيني شي جينبينغ، وفقًا لما نقلته قناة CCTV الرسمية:
“لا رابح في حرب الرسوم الجمركية، ومعارضة العالم لن تؤدي إلا إلى عزلة ذاتية.”
وأضاف:
“لأكثر من 70 عامًا، اعتمدنا على أنفسنا، لم نطلب الهبات، ولم نخشَ الظلم، وسنواصل التركيز على إدارة شؤوننا بكفاءة، مهما تغيّرت البيئة الخارجية.”

الأسواق البديلة… هل تتجه الصين شرقًا وجنوبًا؟
مع هذا التصعيد، تُطرح تساؤلات عديدة حول مستقبل العلاقات التجارية بين بكين وواشنطن. فهل ستقوم الصين بإعادة توجيه صادراتها نحو أسواق بديلة مثل الدول الإسلامية، وأفريقيا، والعالم العربي؟ هذه المناطق تُعد بالفعل أسواقًا نشطة للمنتجات الصينية، وقد تشكل خيارًا استراتيجيًا بعيدًا عن الضغوط الأمريكية.
في المقابل، قد يواجه المستهلك الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار المنتجات، سواء الصينية أو المحلية، نتيجة لتكاليف الرسوم المرتفعة. وقد ينتهي الأمر بضرر مزدوج على الاقتصاد الأمريكي، وليس فقط على الصين.

من سيربح في هذه الحرب الاقتصادية؟
الصين تمتلك نفوذًا متزايدًا في الأسواق العالمية، خصوصًا في أفريقيا والعالم العربي، بينما تواجه الولايات المتحدة تحديات داخلية وضغوطًا من حلفائها بعد فرض رسوم جمركية حتى على المنتجات الأوروبية.
في ظل هذا المشهد المتوتر، تلوح في الأفق مؤشرات لأزمة مالية عالمية محتملة، ما لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق اقتصادي يعيد التوازن ويوقف التصعيد.
القوة لم تعد كافية
في عالم اليوم، لم يعد منطق القوة مجديًا كما في السابق. الاقتصاد بات هو السلاح الأقوى، والصراعات التجارية إن تُركت بلا ضوابط، قد تؤدي إلى نتائج كارثية ليس على البلدين فحسب، بل على الاقتصاد العالمي برمّته.




شاهد ايضا


ندوة في باريس تح«الشراكة الاستراتيجية السعودية ــ الفرنسية» ...

الأربعاء/30/أبريل/2025 - 11:37 م

تحت عنوان �الشراكة الاستراتيجية السعودية ــ الفرنسية على ضوء رؤية المملكة 2030�، استضافت دارة سفير السعودية في فرنسا وإمارة موناكو، فهد الرويلي، ندوة


ماذا استهدفت الطائرات البريطانية في أول عملية مشتركة مع أمريكا في اليم ...

الأربعاء/30/أبريل/2025 - 11:04 م

أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، في بيان صدر فجر الأربعاء، أن القوات الجوية الملكية نفذت في 29 أبريل 2025 عملية عسكرية مشتركة مع القوات الأمريكية استهدف


"بيور هاندز" تفتتح مدرسة جديدة في مأرب لخدمة مئات الطلاب. ...

الأربعاء/30/أبريل/2025 - 09:15 م

افتتحت منظمة "بيور هاندز" صباح اليوم مدرسة "سنا فاونديشن" الأساسية في حي الشركة شمال شرق مدينة مأرب، بتمويل من مؤسسة سنا فاونديشن، وتنفيذ وإشراف المنظ