هيئة الزكاة الحوثية.. نهب منظم لأموال المواطنين
الإثنين - 12 مايو 2025 - 10:32 م
أحداث العالم_ متابعات
أفرغت مليشيات الحوثي الإرهابية، القيمة التكافلية للزكاة من مضمونها وحولتها إلى وسيلة للنهب والسلب، وفرض جبايات كبيرة على المواطنين، وتخصيصها لعناصر الجماعة والموالين لها، فيما لا يحصل المستحقون إلا على الفتات. وبحسب مصادر مطلعة خصصت المليشيا الحوثية منذ مطلع العام الحالي عبر ما تسمى هيئة الزكاة نحو 4 ملايين دولار لتغذية وعلاج أتباعهم، فيما يعاني ملايين اليمنيين من الجوع والحرمان من الخدمات وتوقف الرواتب، ويحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة. المواطن محمد علي، دفعت به الحرب الى النزوح بحثاً عن الأمان ولتجنيب أسرته ويلات الحرب التي أشعلتها مليشيات الحوثي الإرهابية، ليستقر به المقام في ريمة، ولأن وضعه المعيشي مترد جدا كملايين اليمنيين، حاول تسجيل اسمه في ما تسمى هيئة الزكاة بهدف الحصول على ما يبقيه وأسرته على قيد الحياة. يقول علي لـ"الصحوة نت"، :بعد وساطات ومناشدات طويلة تم تسجيل الاسم ضمن الأسر المستحقة لبرنامج الزكاة في شهر رمضان للعام 1444هـ بعد موافقته على شروط الهيئة التي تقضي بدفع مبلغ 15 دولار لأحد المشرفين في المنطقة مقابل حصوله على المساعدة والتي لا تتجاوز قيمتها الأصلية 35 دولار. دفع مسبق وأوضح أنه ورغم زهادة المبلغ المقدم تشترط المليشيا على المسجلة أسمائهم ترديد شعاراتها الطائفية وتصوير مقابلات تؤيد أفكارها ومشاريعها، بالإضافة الى استقطاعات مالية تصل الى 50% عن كل حالة يتم تسجيلها بغطاء رسمي متعمد لإذلال أبناء المحافظة ومساومتهم بالقوت الضروري. حامد جمال، مواطن يعيل أسرة من ذوي الإعاقة وصلت له رسالة الى جواله برقم حوالة زكاة الفطر ليذهب لاستلامها قبل عيد الفطر المبارك إلا أن مشرف المنطقة أبلغه أن التسليم سيكون بعد العيد ليتفاجأ بأن الحوالة مسحوبة من قبل أحد المتنفذين. لم تكف المليشيات بنهب مستحقات الفقراء، بل تمنع المؤسسات الخيرية وفاعلين الخير من توزيع أي معونات إنسانية مالم يتم استقطاع نسبة مالية قد تصل الى 40% من اجمالي المساعدات وبشرط ان يكون لمقاتلي المليشيات النصيب الأكبر من باقي الكمية وهي بذلك تحكم قبضتها الخانقة على المواطنين بالمحافظة حيث يصف كثير من الناشطين هذه الخطوات بالقاتلة في محافظة تعج بالفساد من رأس الهرم وحتى نهايته. تضليل وخداع وتتعمد المليشيات في ريمة كما في باقي المحافظات الواقعة تحت سيطرتها إلى عدم ذكر الأرقام الحقيقية للمبالغ المالية التي تأخذها من المواطنين بالقوة، وذلك للتغطية على النهب المنظم داخل صفوف الجماعة. ويقول الناشط على المسوري إن الجماعة الحوثية تستغل مسمى الزكاة لتأخذ من المواطنين مبالغ ضخمة لا أساس لها في الشريعة الإسلامية وذلك تحت غطاء الزكاة وهي في الحقيقة الخمس الذي يروج له الحوثيون كحق من حقوق أسيادهم. محمد سلام، تم إبلاغه بتسجيله في عرس جماعي للحوثيين في عاصمة المحافظة وبعد أن شد امتعته وأغراضه للذهاب لحضور العرس طلبوا منه القيام ببعض المهام لدى المليشيات وبعد أن تأكدوا أن لا فائدة ترجى منه، ابلغه أحد المشرفين ان أسمه سقط من الكشف بسبب ازدواج في الأسماء ليعود الى منزله حاملاً معه آمال الخيبة والندم. نموذج مصغر مديرية مزهر واحدة من المديريات التي عانت الأمرين بعد وصول المليشيات الحوثية اليها وبعد وصول المدعو أبو خليل الشرفي المعين من قبل المليشيات مديرا ومشرفاً لها بلغ الفساد في المديرية ذروته واستشرى في كل المرافق الخدمية بالمديرية لا سيما في جانب الزكاة. ويستغل الشرفي موقعه ويدفع بعناصره الى ترويع الآمنين ونهبهم تحت مسمى دفع الزكاة ومن يرفض الدفع يزج به في السجن وتلصق له أي تهمة من التهم المعلبة والجاهزة حسب ما يفيد به المواطنين في تلك المناطق. مؤخرا تم الاستغناء عن أبو خليل الشرفي بعد انتشار قضايا فساد كبيرة كان يديرها والتي كان أكبرها سرقة أموال الزكاة واستقطاع مبالغ مالية كبيرة من المواطنين واستثمارها لنفسه مما تسبب بصراع بين اجنحة القيادات الحوثية داخل المديرية أدى إلى إقالته من منصبه. يعتمد الحوثي في محافظة ريمة على الخطاب الديني والملصقات والنشرات الدورية وقنوات التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية وغيرها من الوسائل الإعلامية والأبواق التحريضية لنشر المنجزات الوهمية والخطابات المطولة. ويقول السكان لم نسمع عن تمويل أي مشروع او تقديم أي مساعدات من هيئة الزكاة الحوثية وكل ما نسمعه هو توزيع السندات لدفع المبالغ المالية لصالح المجهود الحربي والقوافل الحربية، وبين الترغيب والترهيب تستمر المليشيات باستقطاع المزيد من أموال المواطنين بشتى الوسائل والطرق ودون رادع من دين أو ضمير أو وازع أخلاقي.