تصاعد وتيرة الجرائم في اليمن وسط غياب الردع الأمني والقانوني
الجمعة - 16 مايو 2025 - 11:28 ص
أحداث العالم ـ خاص
تشهد الساحة اليمنية تصاعدًا مقلقًا في وتيرة الجرائم والانفلات الأمني، وسط حالة من الغضب الشعبي والصدمة العامة من غياب الردع القانوني، وتزايد ظواهر الاعتداء والعنف في مختلف المحافظات. خلال الأسبوع الماضي فقط، تم تداول عدد من الجرائم التي تعكس انحدارًا خطيرًا في منظومة الوعي والانضباط المجتمعي، وغياب فعلي للدولة كمظلة حامية لحقوق المواطنين.
الواقعة الأولى – صنعاء:
في حادثة أثارت موجة من الغضب، قام أحد المتحرشين بمحاولة الاعتداء على طفلة، وقد كان من النادر أن يقوم أهل الجاني أنفسهم بتسليمه إلى السلطات، في موقف نبيل يعكس رفض المجتمع لبعض التصرفات الدخيلة. الجاني حاليًا قيد الاحتجاز، بانتظار صدور الحكم القضائي بحقه، وسط مطالب شعبية بأن يكون الحكم رادعًا ورسالة قوية لكل من تسوّل له نفسه انتهاك الحرمات.
الواقعة الثانية – إب:
وثّقت عدسات المواطنين مشهدًا مهينًا لعامل في أحد المطاعم تعرض للضرب المبرح من قبل زبون بسبب “تأخر الطلب”. الحادثة التي أثارت الاستهجان، انتهت بـ “تحكيم قبلي” لم يُنصف الضحية، ما يعيد طرح تساؤلات خطيرة عن مدى تغوّل الأعراف القبلية على حساب القانون والعدالة.
الواقعة الثالثة – إب أيضًا:
جريمة بشعة تمثلت في قيام أحد الضباط بصب الزيت الحار على بائع بسيط لعربته المتنقلة التي يبيع عليها الزلابية. المجرم استخدم صفته العسكرية لترويع الضحية، وحتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم تتخذ أي جهة أمنية أو قضائية إجراءات واضحة بحقه. هذه الحادثة فتحت جرحًا كبيرًا في ضمير المجتمع، خاصة أن الفاعل محسوب على جماعات الحوثي الارهابية .
الواقعة الرابعة – تعز:
لا تزال ملابسات مقتل مرسال عيدروس غامضة، وسط تساؤلات من المواطنين حول مصير القاتل، وإن كان قد تم القبض عليه، وما إذا كانت الجهات المختصة ستنزل عليه القصاص العادل، أم أن هذه الجريمة ستلتحق بسابقاتها من دون محاسبة أو محاكمة.
هذه الجرائم ليست سوى “نموذج صغير” من مشهد أمني متدهور تعيشه البلاد. التكرار المستمر للانتهاكات، خاصة من قبل عناصر تنتمي إلى أجهزة الدولة أو تحتمي بنفوذ قبلي أو سياسي، يكشف غياب منظومة القانون، ويعمّق حالة الإحباط العام لدى المواطن.
الناس اليوم يسألون:
أين الدولة؟ أين القانون؟
إن لم تتحرك الجهات المعنية لفرض النظام، وضبط المجرمين، ومحاسبة كل من تسوّل له نفسه امتهان كرامة الناس – سواء كان ضابطًا أو شيخًا أو مسؤولًا – فإننا نكون قد عدنا لعصر الغاب، حيث يأخذ كل فرد حقه بيده.
الرسالة الأخيرة من الشارع:
إما أن تُستعاد هيبة الدولة… أو أن تنهار آخر بقايا الثقة بها.