حذرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، من أن جماعة الحوثي تسير بخطى متسارعة نحو انتزاع اعتراف دولي زائف، عبر حملات دعاية دولية ممنهجة، تسوّقها كـ"حركة مقاومة مشروعة" بدلًا من كونها ميليشيا طائفية انقلبت على الدولة اليمنية وتحكم بالحديد والنار.
ونشرت المجلة مقالا للباحثة السياسية فاطمة أبو الأسرار، أشارت فيه إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بين الولايات المتحدة والحوثيين في البحر الأحمر، لم يكن انتصارًا للسلام بقدر ما شكّل هدية سياسية للجماعة التي سرعان ما استثمرته لتعزيز سرديتها أمام الرأي العام العالمي.
اتهمت أبو الأسرار وسائل إعلام رسمية روسية وصينية، خصوصًا قناة "آر تي"، بلعب دور أساسي في إعادة تصدير الحوثيين كـ"ضحايا للتدخل الأمريكي"، وتقديم هجماتهم على الملاحة في البحر الأحمر كأعمال مقاومة مشروعة.
وأضافت أن كتابًا مثل سيرغي ستروكان ومحللين صينيين شاركوا في هذه الحملة، متجاهلين الطبيعة القمعية للجماعة، وارتباطها العضوي بالحرس الثوري الإيراني.
وذكرت الباحثة أن الجماعة دخلت في تنسيق عسكري مباشر مع موسكو، من خلال إرسال مقاتلين يمنيين للقتال في أوكرانيا، وتلقّي دعم استخباراتي من الأقمار الصناعية الروسية، بالإضافة إلى حصولهم على أسلحة صينية.
شددت أبو الأسرار على أن الخطر لا يكمن فقط في الصواريخ والطائرات المسيّرة، بل في الرواية الإعلامية التي تنقلها الجماعة إلى الخارج، وتخدع بها قطاعات واسعة من الرأي العام العالمي.
واعتبرت أن الحوثيين يستغلون قضية فلسطين لإضفاء الشرعية على سلوكهم القمعي، كما أن خطابهم المناهض للغرب يُستخدم كغطاء لحملات الاعتقال والتجنيد الإجباري ونهب الأموال في الداخل اليمني