4000 طفل خريج من المراكز الصيفية الحوثية في ثلاث مديريات فقط خطر متزايد يهدد مستقبل اليمن
السبت - 24 مايو 2025 - 10:24 ص
أحداث العالم ـ متابعات
في مشهد يعكس حجم الخطر الداهم الذي يتهدد مستقبل اليمن وهويته، تخرج أكثر *من 4,000 طفل* من المراكز الصيفية التابعة لمليشيا الحوثي في ثلاث مديريات فقط بمحافظة الجوف، هي: *المتون، الزاهر، والمطمة* هؤلاء الأطفال لم يتخرجوا ببساطة من برنامج تعليمي تقليدي، بل خرجوا *مدججين بالفكر الطائفي المتطرف ومحفزين بالسلاح والمال، ومعبئين بثقافة الموت والكراهية* ، في مشهد يعكس نموذجًا لما يجري بشكل أوسع في باقي مناطق سيطرة الحوثيين.
*المراكز الصيفية: مصانع للغلو والطائفية*
تحوّلت ما تُسمى بالمراكز الصيفية الحوثية إلى *معسكرات تعبئة فكرية وعسكرية*، يُزرع فيها فكر الولاء لـ”الولاية” و”السيد”، وتُدرس فيها ملازم حسين الحوثي، ويتم تشويه مفاهيم الدين والوطن والانتماء. لا حديث فيها عن قيم السلام والتعايش، بل يتم تكريس ثقافة العداء للآخر، وشيطنة المخالف، وتجهيز الأطفال نفسيًا ليكونوا “وقود معركة” في مشروع الجماعة الطائفي.
*أرقام مخيفة.. ونموذج الجوف ليس سوى البداية*
إذا كان *4,000 طفل* قد تخرجوا في ثلاث مديريات فقط، فتخيل حجم الكارثة في ظل وجود أكثر من *150 مديرية* واقعة تحت سيطرة الحوثيين، وتُقام فيها مثل هذه المراكز كل صيف. الأعداد الفعلية قد تصل إلى مئات الآلاف من الأطفال خلال السنوات الأخيرة، وكلهم يتعرضون لغسيل دماغ ممنهج، يتجاوز التعليم الديني أو الوطني، إلى *تحويل العقول الصغيرة إلى أدوات بيد مشروع طائفي متطرف.*
*تأخير الحسم.. فاتورة مؤلمة وقاسية*
إن كل يوم تتأخر فيه الشرعية في حسم المعركة، تُمنح فيه الجماعة الحوثية وقتًا إضافيًا لتكريس مشروعها الطائفي، وإعداد جيل كامل مؤدلج، يصعب تغييره مستقبلًا. *كل تأخير في الحسم العسكري والسياسي، يعني أن البلاد تسير نحو مزيد من الانقسام والتطرف، وأن الأمل ببناء يمن جمهوري ديمقراطي يتلاشى أمام أعيننا.*
*الخطر لا يهدد الجبهات فقط.. بل يهدد الهوية اليمنية*
ما يجري اليوم لا يهدد فقط الجبهات القتالية، *بل يهدد المجتمع اليمني من الداخل،* ويزرع بذور صراع مستقبلي بين أبناء الشعب الواحد، الذين تتشكل عقولهم اليوم على أسس الكراهية والتمييز، بدلًا من المحبة والانتماء الوطني.
*معركة الوعي لا تقل أهمية عن معركة السلاح*
نحن اليوم في سباق مع الزمن. يجب على القوى الوطنية والجمهورية إدراك أن *خطر المراكز الصيفية الحوثية* لا يقل خطورة عن الصواريخ والطائرات المسيّرة، بل قد يكون أخطر، *لأنه يصنع قنابل فكرية تنفجر في مستقبل اليمن.*
وعليه، *فإن الحسم العسكري، وإطلاق برامج وطنية بديلة، وتكثيف الجهود الإعلامية والتوعوية، لم تعد خيارًا بل ضرورة وطنية* عاجلة لإنقاذ اليمن من السقوط في فخ الطائفية الشاملة.