مقالات صحفية


اللقاء التنسيقي بين إعلام المقاومة الوطنية والمجلس الانتقالي الجنوبي: خطوة استراتيجية نحو توحيد الجبهة الإعلامية

الإثنين - 19 مايو 2025 - الساعة 10:51 م

د. عبدالقادر لطف الخلي
الكاتب: د. عبدالقادر لطف الخلي - ارشيف الكاتب



شهدت الساحة اليمنية مؤخرًا تطورًا نوعيًا بالغ الأهمية، تمثل في انعقاد اللقاء التنسيقي الأول بين إعلاميي المقاومة الوطنية والمجلس الانتقالي الجنوبي. ورغم أنه قد يبدو للبعض مجرد تواصل عابر بين مكونات سياسية وعسكرية متقاربة في التوجهات، إلا أن هذا اللقاء يحمل في طياته دلالات استراتيجية متعددة على المستويين السياسي والإعلامي، ويستدعي قراءة معمّقة لآفاقه المحتملة وتداعياته على المشهد اليمني المعقد.

أولًا: الإعلام كأداة استراتيجية في الصراع

منذ اندلاع الحرب في اليمن، لعب الإعلام دورًا محوريًا ليس فقط في تشكيل الرأي العام، بل وفي إدارة الصراع نفسه، سواء عبر التعبئة أو عبر بث السرديات المتضادة. وقد تميزت مرحلة ما بعد 2015 بتشظي الإعلام اليمني إلى تيارات متباينة، تعكس الانقسامات السياسية والعسكرية على الأرض، ما أضعف كثيرًا من الخطاب الوطني المقاوم، وسمح بتغلغل الرواية الحوثية المدعومة من طهران إلى شرائح أوسع.

في هذا السياق، يأتي اللقاء التنسيقي الأخير كخطوة أولى في اتجاه تجاوز هذا التفتت الإعلامي، وتأسيس خطاب مشترك يعبّر عن المصالح الوطنية المشتركة، لا سيما بين أطراف رئيسية تمتلك حضورًا فعّالًا على الأرض وتمثل مكونًا سياسيًا وعسكريًا فاعلًا.

ثانيًا: إزالة الخلافات المصطنعة وتعزيز وحدة الصف

إن من أبرز ما يميز هذه المبادرة أنها تُعنى بإزالة الخلافات "الوهمية" التي لطالما غذّتها الحملات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تم تضخيم التباينات بين المكونات الجنوبية وقوى المقاومة في الساحل الغربي، رغم أن الواقع الميداني يشير إلى تقاطع استراتيجي في الأهداف والعدو المشترك.

هذه اللقاءات من شأنها أن تسحب البساط من تحت أقدام المتربصين بوحدة الصف، سواء من خلايا نائمة تعمل تحت عباءة "الشرعية" بينما تخدم المشروع الحوثي، أو من أطراف إقليمية تسعى لإبقاء الساحة الجنوبية في حالة فوضى إعلامية مزمنة.

ثالثًا: فضح الخطاب الرمادي وتعرية "المرجفين"

توحيد الخطاب الإعلامي بين المجلس الانتقالي والمقاومة الوطنية سيجعل من الصعب على المواقف الرمادية أن تستمر في التسلل إلى الوعي العام. الإعلام الموحد كفيل بفضح الأصوات التي تتخذ من شعارات الشرعية غطاءً، بينما تعمل ضمن أجندات تتقاطع مع المشروع الحوثي سياسيًا وإعلاميًا. هؤلاء سيتراجعون أمام شاشات الإعلام، وسيفقدون قدرتهم على المناورة في ظل وجود منصة إعلامية موحدة، تتسم بالوضوح وتستند إلى واقع ميداني ملموس.

ختامًا: نحو مشروع إعلامي وطني بديل

اللقاء ليس نهاية المسار، بل بدايته. المطلوب اليوم هو تأسيس بنية إعلامية موحدة أو منسّقة على الأقل، تتجاوز الحساسيات الفصائلية، وتُعلي من شأن المصالح الوطنية اليمنية في مواجهة المشروع الإيراني. فالإعلام ليس مجرد وسيلة نقل للحدث، بل أداة لصناعته وتوجيهه. وبهذا المعنى، فإن وحدة الإعلام المقاوم ليست ترفًا تنظيميًا، بل ضرورة وطنية عاجلة.




شاهد ايضا


بمشاركة سعودية وأميركية... اختتام "المدافع البحري 25" برمايات حية وتما ...

الثلاثاء/20/مايو/2025 - 01:33 ص

اختتمت القوات البحرية السعودية ونظيرتها الأميركية، الاثنين، تمرين «المدافع البحري 25»، الذي أُقيم في قاعدة الملك عبد العزيز البحرية بالأسطول الشرقي، و


الحوثيون يفرضون حظراً بحرياً على ميناء حيفا رداً على التصعيد الإسرائيل ...

الثلاثاء/20/مايو/2025 - 01:05 ص

أعلنت مليشيا الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن، الاثنين، فرض «حظر بحري» على ميناء حيفا الإسرائيلي، رداً على استمرار التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، و


سوريا.. الأمن العام يضبط أسلحة وقذائف هاون في القرداحة بريف محافظة الل ...

الثلاثاء/20/مايو/2025 - 12:17 ص

ضبطت إدارة الأمن العام السورية كمية من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وعددا من قذائف الهاون في مدينة القرداحة بريف اللاذقية من خلال عملية دقيقة. و كانت وز