أخبار اليمن



تفجيرات صرف: مأساة إنسانية في صنعاء وتكتم حوثي على الحقائق

الإثنين - 26 مايو 2025 - 06:33 م

تفجيرات صرف: مأساة إنسانية في صنعاء وتكتم حوثي على الحقائق

أحداث العالم ـ متابعات

في صباح يوم الخميس الماضي 22 مايو الجاري، شهدت منطقة صرف شرق العاصمة صنعاء انفجارات عنيفة ناتجة عن أسلحة حوثية، وسط تكتم شديد من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية.

تسبب الانفجارات بمقتل وإصابة أكثر من 150 شخصاً وفقاً لتقارير ميدانية متعددة، وتدمير وتضرر عشرات المنازل، وسقطت نحو عشر شقق منها على رؤوس ساكنيها، وقد أظهرت المشاهد المتداولة القادمة من صنعاء حجم الكارثة.

مليشيا الحوثي لم تصدر أي توضيح عن الحادثة، بل فرضت حظراً على المنطقة ونقلت الضحايا إلى عدة مستشفيات، كما قامت بملاحقة مواطنين واختطافهم بسبب تصوير الحادثة.

ما الذي حدث؟

انفجارات عنيفة وقعت في مبنيين صغيرين محاطين بحوش في منطقة صرف على بعد نحو مائة متر من نقطة "خشم البكرة"، ناتجة عن أسلحة لمليشيا الحوثي، كانت مخزنة تحت الأرض.

وقد أكدت مصادر متطابقة، أن حصيلة ضحايا انفجار الأسلحة، ارتفعت إلى أكثر من 50 قتيلاً، بينهم نساء وأطفال، مع تجاوز عدد المصابين حاجز الـ100، بعضهم في حالات حرجة، وسط تكتم كبير تفرضه المليشيا على الحالات والحادث بشكل عام.

المصادر أضافت أن عدد المنازل المدمرة كلياً أو جزئياً ارتفع إلى نحو 30 منزلا، إضافة إلى أضرار واسعة طالت منشآت تجارية، ومسجداً، ومدرسة ابتدائية كانت مغلقة وقت الانفجار.
في ظل التعتيم والتكتيم الحوثي على الحادثة، يقول الخبير السياسي العسكري الدكتور علي الذهب إن الحادثة ما تزال غامضة، (في ظل تضارب الروايات).

ويضيف الذهب في حديث لـ"يمن شباب نت"، أن السيناريو الأبرز هو أن الحادثة ناتجة عن سوء تخزين للذخائر شديدة الانفجار، وأعتقد إذا كان هذا السيناريو وارداً فإن عوامل مثل ارتفاع الحرارة جراء الصيف قد تؤدي إلى حدوث هذه الانفجارات.

وأكد أن الانفجارات الحاصلة كان لها تأثير على المحيط، مؤكداً أن المنطقة صرف والحتارش، فعلاً هي منطقة استخدمت لتخزين أسلحة.

جريمة مركبة

لم تكتفِ مليشيا الحوثي بانقلابها على الدولة وجلب الحرب والعدوان الخارجي للبلاد، بل استخدمت المواطنين كدروع بشرية وتقوم بتخزين الأسلحة في الأحياء السكنية.ناهيك عن الجرائم التي ترتكبها المليشيا بحق المواطنين من قتل وتهجير أو قنص او ما تسفره العبوات الناسفة الألغام من ضحايا.

لقد استخدمت مليشيا الحوثي مختلف الوسائل لقتل اليمنيين، واستخدمت المدارس والمساجد، والمؤسسات العامة ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة.

يؤكد الدكتور علي الذهب، أن استخدام مليشيا الحوثي الأحياء السكنية لإخفاء الأسلحة، يعد خطرا كبيرا يهدد المجتمع. ودعا الذهب، المنظمات الدولية إلى الوقوف أمام هذه الوقائع بحزم والكشف عن مناطق تخزين الأسلحة وإلزام أي طرف، بما في ذلك الحوثيين، بعدم تكرار مثل هذا السلوك.
من جانبهم، أكد حقوقيون أن مليشيا الحوثي تخزن الأسلحة في الأحياء السكنية، حيث عملت على عسكرة المناطق المدنية بشكل مخالف للمواثيق والاتفاقيات الدولية، التي تمنع الأطراف المتحاربة من تحويل المناطق السكنية إلى مخازن أسلحة أو تحويل السكان إلى دروع بشرية.

ووفقاً للحقوقيين فإن المليشيا ارتكبت في هذه الحادثة جريمة مركبة، من خلال تخزين الأسلحة في الحي، إلى جانب فرض حظر على المنطقة وعدم السماح بمساعدة الضحايا في المستشفيات.

ويقول مراقبون إن المليشيات اعتمدت استراتيجية إخفاء الأسلحة في مناطق سكنية، ليس بعد تعرضها لضربات أمريكية أو إسرائيلية، بل منذ بدء الحرب في البلاد.

ويضيفون أن المليشيات تستخدم أسلوبين في عمليات إخفاء الأسلحة بالأحياء، إذا لم تتعرض للاستهداف فقد نجحت في الحفاظ على هذه الأسلحة، أما إذا ضربت تتعرض المنطقة للدمار والخراب، وبعدها تخرج المليشيات بالبكائيات.

وأشاروا إلى أن انفجار حي صرف، الذي عقبه انفجار مماثل في منطقة الكثيب بالحديدة، يشير إلى احتمال وجود عمل استخباراتي، خصوصا في ظل الضربات الإسرائيلية على الجماعة
هذه ليست الحادثة الأولى، فقد سبق أن حدثت وقائع مماثلة في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، منذ بداية الحرب في البلاد، وهي بالفعل ناتجة عن تخزين الأسلحة في الأحياء السكنية في صنعاء، يعيد "يمن شباب نت"، سرد البعض منها.

ففي أبريل 2019، حدث انفجاران عنيفان في منطقة سعوان بصنعاء في أحد المستودعات الحوثية، أسفر عن تدمير المنازل المحيطة بالمنطقة، إضافة إلى تدمير 4 مدارس.

وتشير تقارير إلى أن الحادثة أسفرت عن مقتل 15 طالباً على الأقل وإصابة أكثر من 100 طالب، وقد حاولت المليشيات ضخ روايات مختلفة حول الحادثة، فيما نفى التحالف الذي تقوده السعودية قيامه بأي ضربات.

وفي أبريل 2021، وقعت انفجارات عنيفة في خط المطار جوار دوار "الجمنة" في حي الروضة السكني شمالي صنعاء داخل أحد أكبر مستودعات تخزين الأسلحة للمليشيا الحوثية.وأسفرت الانفجارات وتطاير شظايا القذائف الصاروخية عن مقتل 3 مدنيين وإصابة آخرين وتضرر العديد من المباني المدنية في حي الروضة السكني.

وفي ديسمبر 2017، أدى انفجار مخزن سري للأسلحة حفرته ميليشيات الحوثي في حديقة الثورة شمال صنعاء إلى هروب عشرات الأسر من منازلهم بسبب تطاير القذائف وشظايا الصواريخ من المخزن الواقع في حي الجراف وسط حي سكني قريب من وزارة الاتصالات.

تنديد حقوقي
الحادثة، قوبلت بإدانات حقوقية من منظمات حقوقية ونشطاء وانتقادات، ومطالبات التوضيح للرأي العام حول ما جرى.

وقال المركز الأمريكي للعدالة في بيان إدانة، في اليوم التالي للحادثة إن تحصل على معلومات من مصادر ميدانية وطبية، تفيد أن الانفجار أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 60 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، نُقل معظمهم إلى مستشفيات زايد والمؤيد والسعودي الألماني والعسكري والشرطة.

وأفاد نقلاً عن المصادر الميدانية بأن المستودع كان يحتوي على صواريخ للدفاع الجوي وكميات كبيرة من المواد شديدة الانفجار، مثل نترات الصوديوم (NaNO₃)، ونترات البوتاسيوم (KNO₃)، ومادة C4 العسكرية.

وطالب المركز بإخلاء المناطق السكنية من جميع مخازن الأسلحة والمتفجرات، وتوفير ضمانات حقيقية لحماية أرواح المدنيين من هذه الممارسات غير المسؤولة، التي تمثل انتهاكاً مباشراً لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني.

وحسب المركز فإن المليشيا فرضت طوقاً أمنياً مشدداً في محيط منطقة الانفجار، امتد من منطقة الملكة في بني حشيش وحتى مستشفى زايد، مع منع وسائل الإعلام وفرق الإغاثة من دخول المنطقة، وسط انتشار مكثف لمسلحي جهاز الأمن والمخابرات التابعة لجماعة الحوثي القادمين من معسكر صرف، إلى جانب تعزيزات من كلية الهندسة العسكرية، في محاولة واضحة للتكتم على حجم الكارثة وآثارها الكارثية على السكان المدنيين.





شاهد ايضا


برعاية المحافظ ابن الوزير شبوة تحتفي بتخريج 30 حافظًا للقرآن الكريم وت ...

الأربعاء/28/مايو/2025 - 02:21 ص

احتفت محافظة شبوة بتخريج دفعة جديدة من حفاظ كتاب الله، حيث كرمت دار القرآن الكريم وعلومه في عتق 30 حافظًا وحافظة للقرآن الكريم، إلى جانب 179 طالبًا وط


الرياض: رئيس هيئة الأركان اليمني يبحث ومدير عام "مسام" خطط العمل المست ...

الأربعاء/28/مايو/2025 - 01:48 ص

التقى الأستاذ أسامة بن يوسف القصيبي مدير عام مشروع "مسام" لنزع الألغام- اليمن في الرياض رئيس هيئة الأركان العامة قائد العمليات المشتركة اليمني الفريق


وثيقة.. مليشيا الحوثي تحظر التصوير والمقابلات الصحفية دون إذن مسبق ...

الأربعاء/28/مايو/2025 - 12:32 ص

صعّدت مليشيا الحوثي من تضييقها على الحريات الإعلامية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بإصدار تعميم جديد يُحظر بموجبه التصوير الميداني أو إجراء المقابلات ا