العليمي من موسكو : مليشيا الحوثي خطر دائم وروسيا شريك تاريخي لليمن
الخميس - 29 مايو 2025 - 01:19 م
أحدث العالم ــ متابعات
أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، الدكتور رشاد محمد العليمي، على عمق ومتانة العلاقات اليمنية الروسية، مشدداً على ضرورة إنصاف هذه العلاقة التاريخية من خلال الدراسة والتحليل، بعيداً عن القراءات السطحية أو الموسمية.
وفي جلسة حوارية نظّمها معهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، أشار الرئيس العليمي إلى أن الشراكة بين اليمن وروسيا ليست وليدة اللحظة، بل تمتد جذورها إلى أوائل القرن العشرين، عندما استقبل ميناء الحديدة أول سفينة سوفيتية محملة بالمواد الأساسية. وقال: “لم تكن العلاقة مجرد تبادل تجاري، بل كانت تعبيراً عن تضامن حقيقي، وجسراً ثقافياً وعلمياً ظل ممتداً لعقود”.
وأوضح أن الاتحاد السوفيتي كان من أوائل الداعمين لليمن الجمهوري بعد ثورة 26 سبتمبر 1962، وكان حاضراً أيضاً في لحظة استقلال جنوب اليمن، حيث أسهم في تأسيس العديد من المنشآت الاستراتيجية، من موانئ ومصانع إسمنت إلى الجامعات والمعاهد، التي تخرّج فيها عشرات الآلاف من اليمنيين، الذين ما زالوا يحملون ذكريات موسكو في وجدانهم.
وفي حديثه عن الحاضر، قال الرئيس العليمي: “كما كانت روسيا شريكاً في البناء، فإننا نراهن على دورها كشريك في مرحلة الصمود والتعافي”، مبرزاً التحديات التي تواجهها الدولة اليمنية اليوم، وفي مقدمتها ما وصفه بـ”المشروع الطائفي الثيوقراطي”، الذي يقوده الحوثيون، مؤكداً أن الجماعة ترفض فكرة الدولة المدنية وتتبنى خطاباً قائماً على “الولاية الإلهية”.
وانتقد الرئيس اليمني بعض الأطراف الدولية ومراكز التفكير، التي لا تزال تنظر إلى الصراع اليمني بزاوية ضبابية، وتتعامل مع الحوثيين كطرف مظلوم يمكن دمجه عبر تسوية سياسية. وقال: “ما نواجهه ليس جماعة تطالب بحقوق، بل تنظيماً عقائدياً مسلحاً يستمد شرعيته من فكرة دينية متطرفة، ويرفض مبدأ المواطنة المتساوية”.
كما حذر العليمي من اختزال التهديد الحوثي في إطار تداعيات الحرب في غزة، مشدداً على أن خطر الجماعة “دائم وبنيوي”، وليس طارئاً أو مرتبطاً فقط بسياق إقليمي معين.
وأضاف أن ممارسات مثل اختطاف السفن وزراعة الألغام البحرية في البحر الأحمر لم تبدأ عام 2024، بل هي سلوك منهجي سبق حتى فترات الهدنة والمفاوضات.
وتطرّق الرئيس إلى الأبعاد الإقليمية والدولية للأزمة، محذراً من محاولات توظيف القضية الفلسطينية لتبرير النفوذ الإيراني في المنطقة.
وقال: “نحن مع حق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة ووقف العدوان الإسرائيلي، لكن لا نقبل أن يُستخدم هذا الموقف كغطاء لتمرير أجندات إيران عبر وكلائها”.
كما أشار إلى ما وصفه بـ”التحالف المريب” بين الحوثيين وتنظيمات إرهابية كداعش والقاعدة، مشيراً إلى تقاطعات أيديولوجية ولوجستية باتت تشكل ما يشبه إعادة تشكيل لمنظومات الإرهاب العابرة للحدود.
واختتم العليمي حديثه بالتشديد على ضرورة دعم الدولة الشرعية ومؤسساتها، باعتبارها تمثل الإطار الدستوري والسياسي الوحيد المعترف به، مشيراً إلى أن الحكومة الشرعية تسيطر فعلياً على 70% من الجغرافيا اليمنية، وتضم مختلف التيارات الوطنية تحت مظلتها.
حضر الجلسة الحوارية عدد من المسؤولين اليمنيين، من بينهم وزير الخارجية الدكتور شائع الزنداني، ومستشارو الرئيس للدفاع والتنمية والشؤون الثقافية، إضافة إلى سفير اليمن لدى روسيا ومدير مكتب رئيس مجلس القيادة.