رغم أن تعز تُعدّ من أكثر المحافظات اليمنية اكتظاظًا بالسكان، وواحدة من قلاع الوعي والثقافة والمقاومة في اليمن، إلا أنها ما تزال تعيش واقعًا بائسًا يحاكي الانهيار الكامل لمقومات الدولة. في ما يلي تفكيك لمشهد سياسي واجتماعي بات يراوح بين الفضيحة والتراجيديا:
1. الضحايا الحقيقيون: سكان بلا ماء ولا كهرباء ولا أمن
آلاف الأسر في تعز تعيش بلا مياه شرب صالحة، بلا كهرباء منتظمة، بلا خدمات أساسية تليق بكرامة البشر.
الأمن هش ومخترق، والشوارع تحولت إلى ساحة لصراع النفوذ بين الفصائل، بينما تغيب الدولة بكل أشكالها.
2. من يسرق الحلم؟ تورط رموز السلطة في هندسة البؤس
عارف جامل، أحد أبرز الوجوه النافذة في تعز، يغادر البلاد ويعيش حياته في تركيا، بعيدًا عن معاناة من يفترض به تمثيلهم.
عبدالقوي المخلافي، الشخصية الاكاديمية.وكيل أول، في أديس أبابا ، في وقت تعاني فيه المحافظة من انعدام المياه المفتعلة
مدير مشروع المياه وعدد من المرتبطين به، يُتهمون بتعمد خلق أزمة مياه، وتحويلها إلى أداة للابتزاز والتربّح ولكن دون محاكمة.
3. الكهرباء... تجارة مربحة لمن يفترض بهم خدمتها
نبيل شمسان، محافظ تعز، متهم بتقاضي حصة من أرباح محطات الكهرباء الخاصة، بينما تغرق المدينة في الظلام.
بدلاً من الضغط من أجل بنية تحتية عامة، يُروّج لنظام خصخصة عشوائية يُستثمر فيها البؤس لصالح النخبة.
4. نخبة سياسية منفصلة عن الواقع
الفئة الحاكمة تعيش في عالم موازٍ: تنقل وسفر وامتيازات، بينما المواطن محاصر بسوء الإدارة وانعدام الرؤية.
لا خطة للإصلاح، لا مساءلة، لا مشروع وطني حقيقي يعيد لتعز اعتبارها ودورها.
5. المدينة كرهينة لصراع النفوذ
كل فصيل يدير حصة من الجغرافيا كغنيمة، ما جعل تعز أشبه بمجموعة كانتونات أمنية وسياسية متصارعة.
هذه الفوضى المنظمة تُبقي تعز دائمًا في موقع "الضحية"، دون أي إرادة لإنهاء هذا الواقع من الداخل.
خاتمة:
تعز لا تعاني من نقص في الموارد فقط، بل من وفرة في الفساد وانعدام الضمير السياسي. القضية لم تعد مجرد صراع على الخدمات، بل أصبحت معركة من أجل استعادة الكرامة والسيادة الشعبية على القرار المحلي.
