حبل المشنقة يقترب… والهند تتحرك في اللحظة الأخيرة لإنقاذ ممرضة محكوم عليها بالإعدام في اليمن
الأربعاء - 16 يوليو 2025 - 11:23 ص
أحداث العالم ـ متابعات
يسابق الزمن أقارب الممرضة الهندية نيميشا بريا، المحكوم عليها بالإعدام في اليمن، لإنقاذها من تنفيذ الحكم الصادر بحقها في قضية شغلت الرأي العام الهندي والدولي، بعدما أُدينت بقتل شريكها التجاري اليمني عام 2017، والعثور على جثته في خزان مياه.
وكان من المقرر تنفيذ الإعدام يوم الأربعاء، غير أن مصادر حكومية هندية أكدت، الثلاثاء، حصولها على تأجيل في اللحظة الأخيرة، ما منح عائلتها متنفسًا جديدًا لمحاولة إبرام تسوية مع أسرة الضحية.
صدر حكم الإعدام ضد نيميشا في صنعاء عام 2020، في ظل محاكمة أجريت باللغة العربية دون توفير مترجم لها، بحسب الأخصائي الاجتماعي صمويل جوزيف، الذي يساعد عائلتها في القضية، ويقيم في اليمن منذ 1999. عائلة نيميشا تؤكد أن القتل تم دفاعًا عن النفس، متهمة شريكها السابق بإساءة معاملتها واحتجاز جواز سفرها منذ اندلاع الحرب.
وتفاقم الوضع تعقيدًا بسبب غياب العلاقات الرسمية بين الحكومة الهندية والحوثيين، ما جعل التدخل الدبلوماسي شبه مستحيل، ودفع والدة نيميشا، بريما كوماري، إلى بيع منزلها والانتقال إلى اليمن لمحاولة إنقاذ ابنتها بنفسها.
شهدت القضية حملة تضامن واسعة في الهند، حيث خصصت وسائل الإعلام تغطية مكثفة لها، وتدخلت منظمات حقوقية، بينها منظمة العفو الدولية، التي دعت الحوثيين إلى وقف الإعدامات وتخفيف حكم نيميشا، ووصفت عقوبة الإعدام بأنها "قاسية ومهينة".
وتشكَّلت مجموعة من النشطاء والمحامين تحت اسم "أنقذوا نيميشا بريا" عام 2020، لجمع التبرعات والتفاوض مع عائلة القتيل. وبحسب الناشط رفيق رافوثار، فإن المفاوضات كانت صعبة بسبب غياب السفارة الهندية وعدم وجود تمثيل رسمي في صنعاء، لكن تم حتى الآن جمع نحو 58 ألف دولار أمريكي.
أشارت مصادر هندية رسمية إلى أن الجهود المبذولة خلال الأيام الأخيرة أسفرت عن كسب وقت إضافي لمحاولة التوصل إلى اتفاق "يُرضي جميع الأطراف"، ربما عبر دفع "الدية" لعائلة الضحية، كما تتيح الشريعة اليمنية.
ووجه كبار المسؤولين والسياسيين في ولاية كيرالا نداءات لرئيس الوزراء ناريندرا مودي للتدخل الفوري. وقال رئيس وزراء الولاية في رسالة لمودي إن "القضية تستحق التعاطف"، مشيرًا إلى أن حكومة الهند منخرطة بشكل مباشر في محاولات الإنقاذ.
حتى اللحظة، لا يزال مصير نيميشا بريا معلّقًا بين جهود الأمل ومخاوف الإعدام، فيما تُكافح أمٌ مكلومة، باعت منزلها، لتنتزع ابنتها من مصير مأساوي في أرضٍ تمزقها الحرب.