اليمن بين الألغام الحوثية والكبتاغون الإيرانية

الإثنين - 30 يونيو 2025 - الساعة 07:10 م

الكاتب: فايز الحماطي - ارشيف الكاتب

في الوقت الذي انهزمت فيه جماعة الحوثي تحت ضربات أبطال القوات المسلحة والأمن، وبدعم من التحالف العربي لمساندة الشرعية، تتجه هذه المليشيا لتعويض خسائرها العسكرية والاقتصادية عبر مشاريع تخريبية أكثر خطورة، أبرزها تصنيع وتهريب المخدرات، وزراعة الألغام بشكل همجي غير مسبوق، لتغتال أبناء اليمن بالعبوات المتفجرة والمخدرات السامة.

ففي محافظة المحويت شمال اليمن، كشفت الأجهزة الأمنية عن قيام الحوثيين بإنشاء مصنع لإنتاج حبوب الكبتاجون، على النمط الذي اعتمدته إيران في سوريا عبر الشبيحه ماهر الأسد. واليوم، يتم إنتاج هذه الحبوب في مناطق سيطرة الحوثيين وتوزيعها بأشكال متعددة، تمامًا كما كانت تُهرّب من سوريا إلى دول الجوار.

ولم تعد تجارة الحشيش والمخدرات في مناطق الحوثيين تجارة محلية أو محدودة، بل أصبحت منتشرة على نطاق واسع، وعابرة للحدود، تستهدف المحافظات المحررة والمملكة العربية السعودية، حيث يتم تهريبها بطرق احترافية، عبر شاحنات نقل أو مخفية داخل الفواكه والخضروات.

وقبل أسابيع، تمكنت الأجهزة الأمنية في منفذ الوديعة من إحباط محاولة تهريب ضخمة شملت أكثر من مليون وخمسة آلاف وثلاثمائة قرص كبتاجون، كانت مخفية بإحكام فوق سطح شاحنة تبريد متجهة إلى السعودية، وتعود إلى تجار مرتبطين بجماعة الحوثي.

وسبق ذلك ضبط عصابة تهريب مخدرات في نقطة مثلث الوديعة بمنطقة العبر في محافظة حضرموت، وبحوزتها كمية كبيرة من الحبوب المخدرة.

كما أعلنت قوات الحملة الأمنية المشتركة في محافظة لحج مؤخرًا ضبط قارب بحري محمّل بنصف طن من مادة الحشيش في ساحل مديرية المضاربة ورأس العارة، القريبة من باب المندب، مما يؤكد أن شبكات التهريب الحوثية نشطة في عدة اتجاهات، وأن المواد المخدرة تُهرَّب أيضًا عبر ميناء الحديدة وطرق بحرية سرية في جنوب البلاد.

🔺 الألغام الحوثية.. قنابل الغدر الممتدة في جسد اليمن

لا يكتفي الحوثي بتفخيخ العقول بالمخدرات، بل يفخخ الأرض بالألغام، ويزرع الموت في كل زاوية من زوايا اليمن. فالألغام الحوثية تحوّلت إلى سلاح انتقامي جماعي، تُستخدم ضد الشعب بعد كل انسحاب، أو قبل كل هزيمة.

تقوم المليشيا الإرهابية بزرع الألغام في المنازل، المزارع، المدارس، آبار المياه، المستشفيات، وحتى المساجد، دون خرائط أو مسؤولية، لتتحول هذه المناطق إلى حقول موت عشوائية لا تميّز بين جندي ومدني، ولا بين طفل وامرأة.

وفي مناطق واسعة من الساحل الغربي، الضالع، تعز، صعدة، حجة، مأرب، الجوف وحتى الصحارى والممرات النائية، أصبحت الطرقات العامة مصائد مفخخة انفجرت تحت مركبات مواطنين أبرياء كانوا في طريقهم للبحث عن لقمة العيش أو العلاج أو العودة إلى منازلهم.

ولم تكتف المليشيا بذلك، بل فجّرت منازل معارضيها وخصومها، بل وحتى بيوت مدنيين لا علاقة لهم بالصراع، وسوّتها بالأرض باستخدام متفجرات إيرانية الصنع. كما فجّرت مقار حكومية، ومدارس، ومراكز شرطة، في استهداف ممنهج لبنية الدولة ومؤسساتها.

🔴 حرب مزدوجة: المخدرات تقتل العقول... والألغام تفتك بالأجساد

بين من يقتل الضمير بالكبتاجون، ومن يفتك بالجسد بالألغام، لا يترك الحوثي مجالًا للحياة، بل يسعى لتدمير اليمن من جذوره. والنتيجة تكون كتالي:

شباب مدمن لا يهتم بالتعليم أو العمل أو بناء مستقبل.

أسر مشردة تقتات على فتات المساعدات الدولية.

أرض ملغومة لا تقبل الزراعة ولا العيش الآمن.

مجتمع مفكك يسوده الفقر، الجهل، والمجاعة.

دولة مختطفة لصالح أقلية سلالية لا تعترف بالمواطنة أو الشراكة الوطنية.

وكل هذا يتم لإطالة عمر المشروع السلالي الكهنوتي، وتمكينه بالقوة والتخويف والسموم.

🔻 أمام هذا المشروع التدميري، يتوجب على الجميع التحرك:

على الأجهزة الأمنية أن تكثّف جهودها في الرصد والملاحقة، وتوعية الناس بمخاطر المخدرات والألغام وطرق التعامل معها.

على وسائل الإعلام أن تقوم بواجبها في فضح هذه الجرائم، والتوعية المجتمعية الواسعة.

على المجتمع اليمني بكل فئاته أن يصطفّ في معركة الوعي والمقاومة، ويتصدّى لمشروع الحوثي التخريبي بكل الوسائل الممكنة.

✋ في الختام نقول:

حين تتحول المخدرات والألغام إلى أدوات حرب بيد جماعة إرهابية، فإن الصمت خيانة، والتخاذل شراكة في الجريمة.
فلنتحرك جميعًا، لإنقاذ اليمن من هذا المشروع الطائفي التدميري الذي لا يعرف من الإنسانية شيئًا.