دمشق تتهم مجموعات خارجة عن القانون بارتكاب مجازر في السويداء
الخميس - 17 يوليو 2025 - 06:09 م
أحداث العالم _ الجزيرة
قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن ما وصفتها بمجموعات خارجة عن القانون ارتكبت اليوم الخميس مجازر بحق مدنيين وأبناء عشائر في أحياء بمدينة السويداء وريفها (جنوبي سوريا) وذلك بعد ساعات من انسحاب قوات الجيش والأمن بموجب اتفاق بين الحكومة ووجهاء من الطائفة الدرزية.
وأضافت "سانا" أنه بعد تطبيق بنود الاتفاق في السويداء الذي أعلنت عنه وزارة الداخلية مساء أمس وتكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل (الدروز) بمسؤولية حفظ الأمن بالمحافظة، قامت مجموعات خارجة عن القانون بالاعتداء على حي المقوس شرقي المدينة، وارتكاب مجازر وانتهاكات بحق المدنيين.
ونقلت الوكالة عن مصادر محلية أن تلك المجموعات هاجمت الحي وارتكبت مجازر بحق النساء والأطفال، ونفذت تصفيات ميدانية وانتهاكات بحق أبناء المنطقة من العشائر والبدو.
ووفقا للمصادر نفسها، فقد أسفرت هذه الاعتداءات عن مقتل وإصابة أعداد كبيرة من المدنيين.
وأكدت أن منازل وأحياء في المدينة وقرى ريف السويداء الغربي، تعود لعشائر البدو، تعرضت للحرق من قبل تلك الفصائل المحلية.
كما نقلت "سانا" عن المصادر المحلية أنه تم تسجيل حركة نزوح وتهجير قسري لعشائر البدو في ريف السويداء، وسط تهديدات من قبل ما سمتها مجموعات خارجة عن القانون باستهدافهم.
وكانت الاضطرابات بدأت قبل أيام بعمليات انتقامية متبادلة بين مجموعات مسلحة درزية وأخرى من عشائر عربية بدوية، ولاحقا تدخلت قوات الجيش والأمن "لفض الاشتباكات"، لكنها دخلت في مواجهة مع المجموعات الدرزية المناوئة للحكومة، كما تعرضت لضربات جوية إسرائيلية كثيفة.
وأفادت تقارير بمقتل المئات في مدينة السويداء وريفها، وقد اتهمت أطراف درزية الجيشَ والأمن والسوريين بارتكاب انتهاكات شملت "إعدامات ميدانية" بحق العشرات.
انسحاب الجيش والأمن
في غضون ذلك، قالت مصادر محلية للجزيرة إن فصائل محلية درزية انتشرت في المواقع التي انسحبت منها قوات الجيش وقوى الأمن الداخلي في السويداء.
وكان مراسل الجزيرة أفاد بأن قوات الجيش السوري وقوى الأمن الداخلي انسحبت من جميع المناطق التي دخلتها خلال الأيام الماضية في محافظة السويداء.
وأوضح أن هذا الانسحاب جاء بناء على الاتفاق الذي جرى بين الحكومة ومشايخ عقل في الطائفة الدرزية، والذي يقضي -حسب نص بيان وزارة الداخلية- بوقف فوري وشامل لجميع العمليات العسكرية، ونشر حواجزِ الأمن الداخلي والشرطة التابعة للدولة، بمشاركة منتسبي الشرطة من أبناء السويداء، بهدف تعزيز الأمن وحماية المواطنين.
وجاء الإعلان عن الاتفاق إثر اتصالات دبلوماسية شملت الولايات المتحدة وتركيا ودولا عربية، وذلك بعد الغارات الإسرائيلية العنيفة على دمشق وعلى القوات السورية في السويداء.
وفي خطاب ألقاه فجر اليوم، قال الرئيس السوري أحمد الشرع إنه تم تكليف بعض الفصائل المحلية في السويداء ومشايخ العقل بحفظ الأمن في المحافظة لتجنيب سوريا حربا جديدة.
تصريحات الهجري
من جهته، قال حكمت الهجري (أحد شيوخ عقل الدروز) اليوم إنهم ملتزمون بروح التسامح رغم ما وصفها بالاعتداءات المؤلمة التي طالت أبناء الطائفة الدرزية في السويداء.
وفي بيان سابق، وصف الهجري مدينة السويداء بأنها بلد منكوب، وطالب بفتح طريق باتجاه مناطق سيطرة قوات "قسد" (سوريا الديمقراطية) شمال شرق البلاد.
كما طلب الهجري من ملك الأردن عبد الله الثاني فتح معبر حدودي بين السويداء والمملكة، وقال إن هذه الخطوة لها أهمية إنسانية في هذه اللحظات الحرجة.
وعبر هذا البيان عن الأمل في اتخاذ ما سماه "خطوات عاجلة تسهّل التواصل وتخفف من معاناة المواطنين".
وكان الهجري طالب -في ذروة الاشتباكات في السويداء- بتدخل دولي لحماية الدروز.