بعد 65 عاماً.. فرنسا تُنهي وجودها العسكري في السنغال وتطوي صفحة حضورها في غرب إفريقيا
الخميس - 17 يوليو 2025 - 07:35 م
احداث العالم _ TRT
أنهت فرنسا، الخميس، وجودها العسكري الدائم في السنغال بعد 65 عاماً بتسليم آخر قواعدها العسكرية خلال مراسم رسمية في العاصمة دكار، ما يمثل نهاية فصل طويل من الوجود الفرنسي في غرب ووسط إفريقيا.
وشهدت المراسم حضور رئيس أركان القوات المسلحة السنغالية الجنرال مبايي سيسي، ونظيره الفرنسي الجنرال باسكال ياني، الذي يشرف على قيادة الجيش الفرنسي في إفريقيا.
ووصف سيسي الحدث بأنه "نقطة تحوّل مهمة في التاريخ العسكري الغني والطويل بين بلدينا"، موضحاً أن الانسحاب جاء نتيجة "محادثات ودّية وأخوية" تهدف إلى إعادة تشكيل الشراكة الأمنية بين الجانبين.
من جهته، أكد الجنرال ياني أن الانسحاب يعكس "تغييراً هيكلياً في الحضور الفرنسي بالقارة"، لافتاً إلى أن فرنسا "لم تَعُد بحاجة إلى قواعد دائمة"، بل تسعى إلى صياغة شراكات عسكرية جديدة أكثر مرونة وفاعلية.
ويعود الوجود العسكري الفرنسي في السنغال إلى عام 1960، وهو العام الذي نالت فيه البلاد استقلالها. وكان معسكر غاي في منطقة أواكام بدكار، الذي أُعيد إلى السلطات السنغالية، يضم نحو 350 جندياً فرنسياً متخصصين في التدريب والتعاون العملياتي مع الجيش السنغالي.
وشكّل هذا الانسحاب جزءاً من سلسلة تحولات في السياسة العسكرية الفرنسية بالقارة، إذ أنهت باريس وجودها العسكري في مالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد والغابون منذ عام 2022، على خلفية تدهور العلاقات السياسية وصعود أنظمة عسكرية جديدة تحالفت مع روسيا في مواجهة الجماعات الجهادية.
ويتماشى هذا الانسحاب مع رؤية القيادة السنغالية الجديدة، التي تولت السلطة في أبريل/نيسان 2024، لتعزيز السيادة الوطنية والتعامل مع فرنسا على قدم المساواة. وكان الرئيس السنغالي باسيرو ديومايي فايي أعلن في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 أن بلاده ستُنهي الوجود العسكري الأجنبي على أراضيها بحلول عام 2025، مؤكداً أن "السنغال دولة مستقلة وذات سيادة"، وأن "السيادة لا تتوافق مع وجود قواعد عسكرية أجنبية".
ورغم إنهاء الوجود العسكري الدائم، شدد الرئيس السنغالي على أن ذلك لا يعني "قطع العلاقات"، بل هو توجُّه نحو "شراكة متجددة" مع فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة.
وبتسليم القاعدة في دكار، تصبح جيبوتي الموقع الوحيد في إفريقيا الذي تحتفظ فيه فرنسا بقاعدة عسكرية دائمة، وتضم نحو 1500 جندي. وتعتزم باريس تعزيز هذه القاعدة لتكون مقراً مركزياً لعملياتها في القارة الإفريقية.