ميدان البحر الأحمر: مؤشرات خطيرة؟

الثلاثاء - 02 يناير 2024 - الساعة 05:10 م

الكاتب: حبيب الحميري - ارشيف الكاتب

هل ستكون بوابة لدخول الحرب التي تجاهلها قادة العرب في معركة عزة؟
أم هي واحدة من المراوغات التي تلعبها أمريكا بسياسة لعبة مطاردة الثعلب من قبل الغزالة؟
وما هي سيناريوهات الأحداث القادمة من خلال المشهد والأحداث الحاصلة؟

شهد ميدان البحر الأحمر مؤخرًا منحدرات خطيرة بالنسبة للتجارة العالمية ، أذا يعد البحر الأحمر ذو أهمية كبيرة استراتيجياً وعسكرياً واقتصادياً لدول العالم ، وبعد الهجمات المتكررة على السفن في البحر الأحمر من قبل الحوثيين، تصاعدت الأزمة وأثرت سلباً على الاقتصاد الإسرائيلي الذي أصبح عاملاً مؤثراً بشكل كبير وضغطاً على إسرائيل .
رغم أن إسرائيل مستمرة في حروبها على غزة، لكنها تكبدت خسائر غير مسبوقة من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب عزالدين القسام.

وهنا يتساءل الآن الكثير من الناس عن مدى خطورة مؤشرات الأحداث التي تجري في ميدان البحر الأحمر، والتي قد تشكل شرارة لاندلاع حرب عالمية ثالثة، إذا كانت قضية تهم روسيا والصين بالإضافة إلى إيران طبعاً .
أما ومع تشكيل تحالف حماية البحر الأحمر بقيادة أمريكا، فإنه لا شك بأن ذلك يؤثر بشكل حقيقي على أمن المنطقة وفقًا لخطة وإصرار أمريكا بتوفير آمن وحماية لإسرائيل ، خاصة بعد ما أصبحت أمريكا هي من تقود الحرب على غزة ، سواء على المسرح العلني أو خلف الكواليس، وتمارس الضغوط على وزارة الدفاع الإسرائيلية والحكومة الإسرائيلية بهدف الحفاظ على هيبة إسرائيل ومكانتها الإقليمية من خلال القضاء على حماس وتفكيك قدرة المقاومة الفلسطينية ، ولكن هذه الخطة فشلت جزئياً وستفشل تماماً بإذن الله من تحقيق أهدافها.

مع أستمرار التصعيد والمواجهات المتعددة بين أمريكا والحوثيين في ميدان البحر الأحمر، يثار السؤال عما إذا كان هناك إمكانية لتدخل دول كبرى تدعم الحوثيين مثل كوريا الشمالية والصين وروسيا وإيران في هذه المعركة وهذا الأمر يستبعد اما إذا كانوا سيتخذون إجراءات أخرى لتجنب اندلاع حرب كبيرة وواسعة النطاق ، فهذا امر معقول ، من خلال المعطيات المرجح أنهم سيتفادون المشاركة بمزيد من التصعيد وسيتركون أمريكا تستنزف طاقتها أكثر فأكثر.

أما نسبة تدخل أمريكا وضربها للمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فهو أمر محتمل مع اتساع التصعيد الأخير، وخاصةً بعد تهديد الحوثيين بالرد على منعهم من الاستيلاء على السفينة الأخيرة، التي أدت إلى سقوط عشرة جنود وغرق ثلاثة قوارب.
أما عدم تحرك أمريكا وتوسّع معاركها لضرب الحوثي عسكريًّا ، هو أمر يحدده الحوثي خلال الأيام القادمة، من خلال عدم استمرارهم بالضغوطات وتخفيف من حدة التدخل في الشؤون البحرية للبحر الأحمر أكثر من الصلاحيات المحددة، لمنع فقط السفن الإسرائيلية، وهذا مما يمكنه تجنب صنعاء من تلقي هجمات أمريكية، وهذا الشيء مستبعد؛ لأن الحوثيين لن يتوقفوا أبدًا، ونحن نرى كل يوم كيف يسحب أمريكا يومًا بعد يوم، أكثر من السابق، لشن حرب على اليمن.
أما هناك إحتمال الأخير هو وقف الحرب على غزة، وهذا الأمر مقبول نسبيًا، وقد يكون من ضمن الخيارات لدى الإدارة الأمريكية ، وبعدها تجنب ضرب اليمن، ولكن اليمن ستكون لديها مشاكل دبلوماسية وسياسية في المحافل الدولية فيما بعد، ستئن كثيرًا من التحديات التي تنتظرها، ومنها مناقشة مسألة حماية البحر الأحمر، وقد تفقد عليها اليمن السيادة على كامل بحارها مقابل السلام والأمن الداخلي.