أكثر من مليون مسلم في مكة لأداء الحج وسط استعدادات مكثفة لمواجهة الحر
الثلاثاء - 03 يونيو 2025 - 05:30 م
أحداث العالم_ متابعات
توافد الحجاج إلى مكة واستعدادات السلطات السعودية
أفادت السلطات أنّ أكثر من 1,3 مليون حاج وصلوا إلى المملكة السعودية حتى يوم الجمعة. وتمتد المناسك التي يؤدونها على أربعة أيام.
حشدت السلطات السعودية هذا العام أكثر من 40 جهة حكومية و250 ألف موظف. ورفعت مستوى استعدادها لمواجهة مخاطر الحرارة الشديدة بعد موجة حر قاتلة عام 2024 أودت بحياة مئات الحجاج.
قال وزير الحج السعودي توفيق الربيعة لوكالة الأنباء السعودية الأسبوع الماضي إنّ المساحات المظلّلة توسّعت بحوالي 50 ألف متر مربع. كما وُضع الآلاف من العاملين في المجال الطبي في حالة تأهّب، إلى جانب نشر أكثر من 400 وحدة تبريد طوال مدة المناسك.
ستُستخدم أيضًا أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي لرصد تدفق المعلومات والصور. تشمل هذه التقنيات لقطات من طائرات مسيّرة للمساعدة في إدارة الحشود الكبيرة في مكة.
التحديات: الحرارة المرتفعة والحج غير النظامي
تتزامن مناسك هذا العام مجددًا مع موسم الحر السعودي.
توفّي العام الماضي 1301 حاج، معظمهم من غير النظاميين، لعدم إمكانية الوصول إلى خيام أو حافلات مكيّفة. بلغت درجات الحرارة حينها 51.8 درجة مئوية.
قال فهد سعيد من مركز "كلايمت أناليتكس" الألماني للدراسات المناخية: إنّهم "فوجئوا بشدة الحرارة". أضاف: "فشلت تدابيرهم في التكيّف معها".
شنّت السلطات السعودية قبيل انطلاق الحج هذا العام حملة واسعة ضد الحجاج غير النظاميين. استخدمت حملات دهم متكرّرة وطائرات مراقبة بدون طيار ورسائل نصية مكثّفة لمنع محاولات التسلّل إلى مكة.
تُوزّع تصاريح الحج وفق نظام الحصص المعتمد لكل دولة. تُمنح هذه التصاريح للأفراد عبر قرعة.
حتى من يحصل على تصريح رسمي قد تثنيه التكاليف الباهظة عن أداء الحج. يدفع ذلك البعض إلى محاولة الدخول بدون تصريح، رغم مخاطر التوقيف والترحيل.
يواجه من يُضبط داخل مكة بدون تصريح خلال موسم الحج غرامات كبيرة. يُضاف إلى ذلك احتمال منعه من دخول المملكة لمدة عشر سنوات.
شهدت مواسم سابقة حوادث مأسوية بسبب الاكتظاظ، كان آخرها في عام 2015. أودى تدافع أثناء شعيرة "رمي الجمرات" في منى قرب مكة بحياة نحو 2300 حاج، في أسوأ كارثة بتاريخ الحج الحديث.
تجارب الحجاج العاطفية وسياق موسم الحج
قال عبد المجيد آتي، محامٍ ومستشار في الشريعة من الفيليبين، لوكالة الأنباء الفرنسية قرب المسجد الحرام: "إنها نعمة حقيقية من الله... نشعر بسلام وأمان كبيرين في هذا المكان".
أعرب عبد الحميد من نيجيريا عن "سعادته الكبيرة" بأداء الحج للعام الثاني على التوالي. هو في السابعة والعشرين من عمره فقط. وأشار إلى أنّه لا يخرج أبدًا بدون نظاراته الشمسية. وصف الحرارة في مكة بأنّها "شديدة، شديدة، شديدة".
رغم الحرارة المرتفعة، عبّر الحجاج عن سعادتهم الغامرة بوصولهم إلى المدينة المقدّسة لدى المسلمين. تُدرّ مناسك الحج والعمرة، التي تُقام في أوقات مختلفة من السنة، مليارات الدولارات سنويًا للمملكة.
قالت مرياما، حاجة تبلغ 52 عامًا من السنغال، إنّها حقّقت حلم حياتها بالوصول إلى مكة. وأضافت أنّها ذرفت دموع الفرح عند لمس الكعبة في المسجد الحرام. قالت: "كنت أحلم بذلك، وأفكّر به طوال الوقت لآتي إلى هنا وأؤدّي الحج".