انهم يحجون وأعظم الجيش جبهة مقدسة لأمن الأمة

الإثنين - 02 يونيو 2025 - الساعة 11:37 م

الكاتب: أحمد حوذان - ارشيف الكاتب

في هذه الأيام المباركة من عام 2025، بينما تتجه قلوب الملايين وتشد الرحال إلى أطهر البقاع، يتوافد حجاج بيت الله الحرام من كل فج عميق ليطوفوا بالبيت العتيق، ملبين نداء الإيمان ومؤدين فريضة ربانية لا تُضاهيها فريضة. في الوقت ذاته، وعلى بعد آلاف الأميال، في أرض اليمن، يقف الجيش الوطني اليمني شامخًا كالجبال الراسيات، كدرع حصين يذود عن مقدسات الأمة وكرامة شعوبها.
واجب وطني وجهادي على خط النار
هؤلاء الأبطال، المنتشرون فوق الجبال الشاهقة، في بطون الصحاري الرملية الوعرة، والوديان العميقة، وعلى مرتفعات الهضاب من الساحل الغربي تعز إلى الضالع ولحج وأبين مرورا بشبوة ومأرب الجوف أهم جبهة ، لا يؤدون واجبهم الوطني فحسب، بل يمارسون فريضة جهادية لا تقل شأناً عن فريضة الحج في معناها العميق. إنها الدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات. مهمتهم لا تقتصر على حماية الجمهورية اليمنية من براثن الخراب والدمار، بل تمتد لتشمل الذود عن حياض الأمة العربية والإسلامية جمعاء. إنهم يتصدون ببندقيتهم للميليشيات الحوثية الإرهابية، تلك الأداة التخريبية المدعومة بوقود الأطماع الإيرانية، التي تسعى لابتلاع الجزيرة العربية برمتها، مهددة استقرارها وأمنها القومي.
خط دفاع أول ضد مشروع إقليمي
إن صمود هؤلاء المرابطين ليس مجرد دفاع عن تراب الوطن اليمني فحسب، بل هو خط دفاع أول استراتيجي ضد مشروع إقليمي توسعي لا يرمي فقط إلى السيطرة على اليمن، بل يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في كامل منطقة الخليج والبحر الأحمر. هم يمثلون السد المنيع الذي يحول دون تمدد الفوضى والتطرف المذهبي إلى عمق الأمة، والذي لو قدر له أن يمر، لغير وجه المنطقة بأسرها.
تضحيات تتجاوز الحدود: درع واقٍ للجزيرة العربية
إن تضحيات الجيش الوطني اليمني اليوم تتجاوز بكثير حدود الجغرافيا اليمنية الضيقة. إنها تشكل درعًا واقيًا للجزيرة العربية بأسرها، من أقصى جنوبها إلى أقصى شمالها، في وجه الأطماع الإيرانية المتزايدة والمشروع الحوثي التخريبي الذي لا يعرف حدودًا. فبينما يؤدي حجاج بيت الله فريضتهم بسلام وأمان، محاطين بالرعاية والتيسير، يواصل جنودنا الأشاوس صمودهم على جبهات القتال الملتهبة، غير آبهين بالمخاطر، مؤكدين أن معركتهم ليست مجرد صراع محلي على السلطة. إنها معركة وجودية، دفاع عن أمن المنطقة واستقرارها، وحماية لمسار التنمية والازدهار الذي تسعى إليه دولها.
مسؤولية مشتركة لدعم الصمود واستعادة السلام
واجب دعمهم والوقوف إلى جانبهم ليس خيارًا أو مجرد تضامن عابر، بل هو مسؤولية وطنية وقومية ودينية مشتركة تقع على عاتق كل من يؤمن بقيم الأمن والاستقرار والسيادة. فبإسنادهم، بمد يد العون لهم، وبتعزيز قدراتهم، يمكننا ضمان استعادة الجمهورية اليمنية لمكانتها ودورها، وعودة الأمن والسلام والاستقرار إلى ربوع هذا الوطن الشجاع الذي طالما عانى، وإلى المنطقة ككل، ليعم الازدهار والسلام الذي يتوق إليه الجميع.