الحوثيون يجبرون سجناء على المشاركة في عروض عسكرية مقابل الإفراج عنهم
السبت - 07 يونيو 2025 - 08:15 م
أحداث العالم ـ متابعات
كشفت مصادر حقوقية ومحلية في محافظة حجة، شمال غربي اليمن، عن قيام جماعة الحوثي بإجبار عشرات السجناء على المشاركة في مسيرات وعروض عسكرية ميدانية، ضمن ما تسمى “أنشطة الدورات الصيفية”، استعداداً لضمّهم إلى تشكيل عسكري جديد تُطلق عليه الجماعة اسم “كتائب الغارمين”.
ووفقاً للمصادر، فقد خضع نحو 120 سجيناً في سجون البحث الجنائي بمركز المحافظة وعدد من المديريات خلال الثلاثين يوماً الماضية، لدروس فكرية ودينية تعبويّة، إضافة إلى تدريبات عسكرية مكثفة، بهدف تجنيدهم قسرياً مقابل وعود بالإفراج.
وأكدت المصادر أن حملة التجنيد القسري هذه أسفرت عن ضمّ ما يقرب من 80 معتقلاً، شاركوا في استعراضات عسكرية في أماكن مفتوحة خارج مدينة حجة. بينما لا يزال قرابة 40 سجيناً رافضين للتجنيد يتعرضون لانتهاكات نفسية وجسدية وحرمان من الحقوق الأساسية داخل معتقلات الجماعة، وفقاً للمصادر ذاتها.
وأشارت المصادر إلى أن الجماعة تستخدم أساليب الترهيب والانتهاك اليومي لانتزاع موافقة المعتقلين على المشاركة، مستغلة ظروفهم الإنسانية والقانونية الصعبة، ما يجعلهم يُذعنون للمقايضة كوسيلة للخلاص.
وكانت جماعة الحوثي قد أنشأت منذ منتصف عام 2023 ما يُعرف بـ”كتائب الغارمين”، وهي وحدات قتالية تتألف في معظمها من سجناء تم تجنيدهم مقابل الإفراج عنهم ومنحهم وعوداً بامتيازات.
وتقول تقارير محلية إن الجماعة كثّفت في الأشهر الماضية زياراتها الميدانية إلى السجون في عدد من المحافظات، لتوسيع قاعدة التجنيد بين النزلاء، خصوصاً مع تصاعد الخسائر في صفوفها بمختلف الجبهات.
في السياق، اشتكى أهالي معتقلين في سجون حوثية بمدينة حجة من حرمانهم من زيارة ذويهم لأشهر، حيث أبلغتهم الجماعة بأن السجناء “مشغولون بالدورات الفكرية أو بالتدريبات العسكرية”.
وقال شقيق أحد المعتقلين إنه مُنع من زيارة شقيقه منذ أواخر أبريل الماضي، رغم محاولاته المتكررة. وأضاف أن شقيقه، البالغ من العمر 23 عاماً، اعتُقل بتهمة ملفّقة تتعلق بالاعتداء على نجل أحد قيادات الجماعة، ويُستخدم الآن ضمن مشروع التعبئة العسكرية.
وأبدى أهالي المعتقلين استياءهم الشديد مما وصفوه بـ”الاستغلال السياسي والأمني للسجناء”، مؤكدين أن ما يحدث داخل السجون الحوثية يمثل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية والقانونية للمعتقلين.
وطالب أهالي السجناء في محافظة حجة المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية بالتدخل العاجل، والضغط على جماعة الحوثي لوقف سياسة التجنيد القسري داخل السجون، والسماح بزيارة المعتقلين، وضمان الإفراج عنهم دون ابتزاز أو شروط.