تحقيق يكشف: قنابل أمريكية قتلت عشرات المهاجرين الإثيوبيين داخل سجن في صعدة
الأحد - 13 يوليو 2025 - 12:12 ص
"نيويورك تايمز"
كشف تحقيق موسع نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" أن قنابل أمريكية من طراز GBU-39 استُخدمت في قصف مركز احتجاز للمهاجرين في محافظة صعدة.
وأسفرت العملية عن مقتل أكثر من ستين شخصًا وإصابة خمسة وستين آخرين، معظمهم مهاجرون إثيوبيون، في واحدة من أكثر الضربات الجوية دموية منذ بدء الحملة الأمريكية ضد جماعة الحوثي. استند التحقيق إلى شهادات ناجين، وفحص ميداني لمخلفات الأسلحة في موقع الهجوم، إلى جانب مصادر طبية وتقارير رسمية من سلطات مليشيا الحوثي في صنعاء.
وأشار التحقيق إلى أن الموقع المستهدف كان معروفًا منذ عام 2019 كمركز لاحتجاز مهاجرين غير نظاميين، وهو ما يثير تساؤلات خطيرة حول دقة المعلومات الاستخباراتية التي استندت إليها الضربة، وامتثال القوات الأميركية لقواعد القانون الدولي الإنساني.
- إصابات مروعة
وفقًا لتحليل ميداني أجراه مراسلو الصحيفة في موقع الهجوم، تم العثور على شظايا قنابل موجهة من نوع GBU-39، وهي ذخائر دقيقة التوجيه تُستخدم عادة لتقليل الأضرار الجانبية، مما يرجح مسؤولية الولايات المتحدة عن الغارة. وقال أحد الناجين، فنتا علي أحمد (اثنان وثلاثون عامًا) من إقليم تيغراي الإثيوبي: "هربت من الحرب والموت في بلدي، فقط لأجد الموت ينتظرني هنا". وأضاف: "لماذا قصفتنا أمريكا؟ لا نعلم ماذا فعلنا لنعاقب بهذه الطريقة".
- المنظمات تطالب بالتحقيق
القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM) لم تعلن رسميًا مسؤوليتها عن الضربة، مكتفية بالقول إنها على علم بادعاءات سقوط ضحايا مدنيين، وإنها بصدد مراجعة داخلية. في المقابل، دعت منظمة العفو الدولية إلى فتح تحقيق مستقل، محذرة من احتمال انتهاك القانون الدولي الإنساني.
- تهم بسيطة
نقل التحقيق عن مدير السجن، المقدم أحمد علي الخراصي، أن المركز كان يحتجز أكثر من مئة مهاجر من جنسيات إفريقية، بتهم تتعلق بتعاطي الكحول أو تهريب الحشيش أو دخول البلاد بطريقة غير قانونية. وأكد أن السجن لم يُستخدم لأغراض عسكرية، وقد زاره ممثلون عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر قبل أيام من الهجوم.
- رحلة محفوفة بالمخاطر
كان الضحايا من بين آلاف المهاجرين الذين يسلكون "الطريق الشرقي" من القرن الإفريقي إلى السعودية مرورًا باليمن، وهو أحد أخطر طرق الهجرة في العالم، بحسب المنظمة الدولية للهجرة. وقد وثقت هيومن رايتس ووتش في وقت سابق حالات إطلاق نار مباشر على المهاجرين من قبل حرس الحدود السعوديين.
الناجون من القصف الأميركي، رغم إصاباتهم، يقولون إنهم فقدوا الثقة في النجاة: "هربنا من حرب تيغراي، لنقع في حرب لا علاقة لنا بها، ونقصف بقنابل أميركية ونحن خلف القضبان"، قال أحدهم.