لقاء سوري-إسرائيلي مباشر في باكو ومحادثات حول الوجود العسكري جنوب سوريا
الأحد - 13 يوليو 2025 - 05:24 م
أحداث العالم ـ وكالات
كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة في العاصمة السورية لفرانس برس، أن لقاءً مباشراً عقد بين مسؤولين سوري وإسرائيلي في العاصمة الأذربيجانية باكو، يوم السبت، على هامش زيارة رسمية أجراها الرئيس السوري أحمد الشرع إلى أذربيجان.
وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن اللقاء لم يشمل الرئيس الشرع نفسه، بل جرى بين مسؤولين من الجانبين بعيداً عن الأضواء، مؤكداً أن المحادثات تركّزت على الوجود العسكري الإسرائيلي في جنوب سوريا، في أعقاب التغيرات الميدانية التي شهدتها البلاد منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد قبل أكثر من سبعة أشهر.
وتأتي هذه الخطوة في وقت لم تعلن فيه دمشق رسميًا عن أي محادثات مباشرة مع إسرائيل، إلا أن السلطات الانتقالية التي تسلّمت الحكم في ديسمبر/كانون الأول الماضي، كانت قد أشارت في أكثر من مناسبة إلى وجود قنوات تفاوض غير مباشرة مع تل أبيب تهدف إلى احتواء التصعيد وتهدئة التوترات.
وكان الشرع قد التقى السبت بالرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في باكو، في زيارة رسمية أعلن خلالها الطرفان اتفاقًا يقضي بتصدير الغاز الأذربيجاني إلى سوريا عبر الأراضي التركية، بحسب بيان صادر عن الرئاسة الأذربيجانية.
وترتبط جهود التفاوض الجارية، وفق مصادر سورية، بمحاولة إعادة تفعيل اتفاقية فك الاشتباك الموقعة عام 1974، والتي تنص على وقف الأعمال القتالية بين الطرفين تحت إشراف قوات الأمم المتحدة في المنطقة المنزوعة السلاح بالجولان.
وكانت سوريا قد أعربت مطلع يوليو/تموز عن استعدادها للتعاون مع واشنطن بهدف العودة إلى الاتفاق ذاته، في وقت تشهد فيه الساحة الإقليمية مؤشرات على تحولات في المواقف الدبلوماسية تجاه دمشق.
من جانبها، أعلنت إسرائيل على لسان وزير خارجيتها جدعون ساعر عن اهتمامها بتطبيع العلاقات مع كل من سوريا ولبنان، إلا أن دمشق اعتبرت هذه التصريحات "سابقة لأوانها"، بحسب ما نقل الإعلام الرسمي السوري عن مصدر حكومي.
وفي سياق متصل، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، خلال زيارة إلى لبنان في 7 يوليو/تموز، إن الحوار بين سوريا وإسرائيل قد بدأ بالفعل، في تصريح يعكس المواقف الغربية المتزايدة لدفع عجلة التهدئة في المنطقة.
يُشار إلى أن الرئيس الشرع كان قد أجرى في مايو/أيار الماضي لقاءً مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هامش قمة الرياض، وقال ترامب حينها إن الشرع أبدى تجاوباً إزاء مسألة التطبيع مع إسرائيل.
ومنذ تسلّمه السلطة، شدد الشرع على أن بلاده لا تسعى إلى التصعيد مع جيرانها، داعيًا المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف هجماتها على الأراضي السورية.
ورغم هذه التحركات، لا تزال سوريا وإسرائيل رسميًا في حالة حرب منذ اندلاع الصراع العربي-الإسرائيلي عام 1948