مقالات صحفية
موازين القوى والمعركة المستمرة بين إسرائيل وحزب الله: تحليل الاستراتيجيات والسيناريوهات المستقبلية
الجمعة - 08 نوفمبر 2024 - الساعة 08:15 م
بداء عملية طوفان الاقصى 7من أكتوبر العام الماضي وباشرت إسرائيل بالرد على قطاع غزة بالقصف الجوي وفي اليوم الثاني 8 أكتوبر 2023، أعلن حزب الله دخوله في معركة دعم لغزة عبر عمليات اشتباك محدودة، عبر مراحل تصاعدية وفقًا القواعد الاشتباك التي حدودها لمواجهة إسرائيل، شملت استهداف 86 قرية حدودية إسرائيلية، مما أسفر عن نزوح 150 ألف مستوطن إسرائيلي.، وردت إسرائيل باغتيال صالح العاروري و وسام الطويل من قيادات حماس، إضافة إلى قيادات من الصف الأول في حزب الله أبرزها القيادي طالب عبدالله وفؤاد شكر، بعد اتهامه بالضلوع في حادثة مجدل شمس في الجولان السوري التي اسفرت عن مقتل واصابه 20شخص، تلتها عملية "خيبر الأولى" رداّ على إغتيال فؤاد شكر، حيث استهدف حزب الله إسرائيل بـ 340 صاروخاً، سبقتها عملية إسرائيلية من مئة طائرة قالت إنها أحبطت هجوم الحزب على إسرائيل، ودمرت 6000 صاروخ ومنصة إطلاق ومخازن أسلحة تابعة للحزب.
تصاعدت وتيرة الأحداث بعد اختراق أمني إسرائيلي لحزب الله، تصفية قياداته، والقضاء على هرم القيادة في الحزب، بعد تفجرت أجهزة البيجرو الاجهزة الاتصالات ووكي توكي ، واغتيل حسن نصر الله، بذلك، كسرت إسرائيل مقولتين: أنها أوهن م بيوت العنكبوت، وأنها فقدت قوتها الاستخباراتية في قطاع غزة بعد عملية "طوفان الأقصى"، وفي 27 سبتمبر، باغتيال حسن نصر الله، استعادت إسرائيل هيبتها التي اهتزت في غزة، وحققت ما لم تحققه خلال عام كامل هناك، ثم شنت خلال شهر أكتوبر 2000 غارة على ضواحي بيروت الجنوبية والعديد من البلدات، ما شجعتها على الدخول في معركة برية مع الحزب في جنوب لبنان بهدف إعادة مستوطنيها في الشمال وتقليص قدرات حزب الله لتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701.
دخلت إسرائيل معركة برية شملت ثلاثة محاور بقيادة عدة فرق ومنشآت عسكرية منها الغرفة 146والفرقة 36والفرقة 210والفرقة 198، إلا أنها لم تتمكن من تجاوز القرى الحدودية بتصدي وحدات "الرضوان" التابعة للحزب لها، خلال شهر أكتوبر، تم كسر كل محاولة إسرائيلية للتوغل في عمق الجنوب، حيث تولى حزب الله التصدي لمنع سيطرة إسرائيل على التلال والمرتفعات التي تطل على واديي السلوقي والحجير، في أعالي بلدات العديسة والطيبة ومركبا ورب ثلاثين، لأنها تطل على مجرى نهر الليطاني، بالإضافة إلى ذلك، تصدى حزب الله لمحاولة تسلل للجيش الإسرائيلي في مناطق خانوق الكسارة، وعيتروان، وراميا، وشعبان والنقورة ومروجين ووادي حامول وظهيرة وتل النحاس وكفوكلا، عند كفرشوب ومدينة الخيام، بدعم من صواريخ الجو التابعة للحزب التي نفذت أكثر من 650 عملية، وأطلقت خلال شهر أكتوبر ما يتراوح بين 6000 صاروخ وطائرة مسيرة ومقذوفة لإعاقة أي تقدم بري، شملت هذه العمليات استهداف 145 كيلومتراً من العمق الإسرائيلي، بما في ذلك تل أبيب، وحيفا، وصفد، والبلدات الشمالية، مما أسفر عن خسائر كبيرة في الجانب الإسرائيلي.
أما بالنسبة لموازين القوى بين حزب الله وإسرائيل، فلا يمكن المقارنة بينهما من الناحية العسكرية والقدرات؛ فإسرائيل تتفوق بشكل كبير على الحزب اللبناني، إذ إنها خامس دولة عالميًا بالسلاح النووي، و18 من حيث تسليح الجيش، وتملك 650 ألف جندي بين قوات نظامية والاحتياطة، و601 طائرة بينها طائرات AF35، والعديد من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، و700 دبابة، و67وحدة بحرية، وقنابل ذكية فتاكة ومدمرة، بالإضافة إلى قوة استخباراتية ولوجستية تعد الأولى في الشرق الأوسط ، وبالاضافة كذلك لمنظوماتها الدفاعية القبة الحديدية ووتبلغ تسليح جيسها سنوياً بميزانية 24مليار دولار
أما حزب الله، فيمتلك 200 ألف صاروخ وطائرات مسيرة، و100 ألف مقاتل، ويعتمد بشكل أساسي على الدعم اللوجستي والاستخباراتي من قوات الحرس الثوري الإيراني، حيث يعد كياناً عسكرياً تابعاً لفيلق القدس الإيراني، ويعتبر حزب الله الجماعة غير الحكومية الأكثر تسليحاً في العالم، والقاعدة العسكرية المتلبس لباس الحزب، وبسبب الأخطاء المتتالية التي أدت إلى خسارة حزب الله لقادة الصف الأول والثاني، ودفعته إلى مواجهة عسكرية مع إسرائيل، لم يرغب فيها أو يتوقع حدوثها، مما فرض عليه تبني سياسة ترشيد إطلاق الصواريخ، سواء كانت طويلة أو قصيرة المدى، ورغم ذلك، فإن الجماعة لا تزال تحتفظ بكمية كبيرة من الطائرات الانتحارية الإيرانية الصنع، والصواريخ المضادة للدبابات التي يصل مدى بعضها إلى أكثر من 10 كيلومترات، مما يساهم في استمرار استنزاف إسرائيل.
تظل الحروب بين إسرائيل وحزب الله غير متوازنة؛ فالقدرات العسكرية للدولة العبرية أكبر بكثير وأكثر تطوراً من تلك التي يمتلكها حزب الله، وقد تمكنت إسرائيل من توجيه ضربات قاسية لحزب الله.
خسائر اسرائيل
منذ بدء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في 8 أكتوبر، تكبّدت إسرائيل خسائر كبيرة على الصعيدين الاقتصادي والعسكري، أدّت المواجهات إلى هجرة واسعة للسكان من المناطق الشمالية، حيث تسببت الهجمات بفرار نحو 90٪ من السكان، حوالي 180 ألف شخص، من 75 مستوطنة شمالية، إضافة إلى 25 مستوطنة أخرى مؤخراً، وقد تحوّلت منطقة الشمال بأكملها إلى منطقة عسكرية، مما شكّل تحدياً كبيراً للاقتصاد الإسرائيلي.
الخسائر الاقتصادية:
قدّرت تكاليف العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان وحدها بنحو 6.7 مليارات دولار منذ بداية سبتمبر، حيث تتكلف يومياً حوالي 134 مليون دولار. شهد الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي تباطؤاً بزيادة طفيفة بنسبة 0.3% فقط في الربع الثاني من 2024، مما يعكس تأثير الحرب على الأداء الاقتصادي العام.
تمثّل مدينة حيفا، المحور التجاري والطاقة، مركزاً اقتصادياً هاماً لإسرائيل، وقد أدّى دخولها ضمن نطاق العمليات العسكرية إلى خسائر تقدر بـ 150 مليون دولار يومياً، بينما بقيت منشآت حيوية مثل منشآت الطاقة ومستوعبات الأمونيا خارج بنك أهداف حزب الله، وقدّرت دراسة لمعهد أهارون للسياسات الاقتصادية أن نفقات الحرب قد تصل إلى 111 مليار شيكل حتى نهاية 2024، مع عجز يبلغ 6.8% من الناتج المحلي الإجمالي، وارتفاع الدين إلى 71.6% بنهاية العام.
قطاع السياحة في الشمال تكبّد خسائر تقارب 3.5 مليارات دولار، كما كلف إخلاء المستوطنات الشمالية حوالي 613 مليون دولار، مع تخصيص 1.7 مليار دولار لتمويل الإخلاء حتى يوليو 2024. وقد أعلنت وزارة المالية الإسرائيلية عن عجز بقيمة 8.8 مليارات شيكل (حوالي 2.34 مليار دولار) في سبتمبر، بينما تجاوز الإنفاق العسكري 103 مليارات شيكل (27.35 مليار دولار)، كما تلقت إسرائيل حوالي 6 آلاف طلب تعويض عن المنازل المتضررة جراء قصف حزب الله، بكلفة بلغت نحو 4 مليارات دولار.
الخسائر العسكرية:
خلال شهر واحد منذ بدء العمليات البرية على جنوب لبنان، قُتل حوالي 135 جندياً إسرائيلياً وأصيب أكثر من 1100 آخرين، تضررت 50 دبابة "ميركافا" وتم إسقاط 7 مسيرات متطورة، ولم يتمكن الجيش الإسرائيلي من السيطرة على أي قرية كاملة رغم الخسائر الكبيرة.
المكاسب الإسرائيلية:
رغم الخسائر، حققت إسرائيل مكاسب استراتيجية على صعيد اختراق القيادة العليا لحزب الله واغتيال عدد كبير من قادته، منهم الامين العام حسن نصر الله وصافي الدين المرشح الأول للحزب بعد حسن نصر الله، ونجحت إسرائيل في تدمير العديد من الأسلحة والصواريخ والمستودعات العسكرية التابعة للحزب، كما أضعفت قدراته الصاروخية بنسبة تصل إلى 60% وفق تقديرات إسرائيلية، هذا الاختراق عزّز من تفوق إسرائيل الاستخباراتي على الحزب، ما يهدد استمرارية حزب الله، وكسرت من مكانة حزب الله في الداخل اللبنانية .
خسائر حزب الله
وحول خسائر "حزب الله" في العمليات العسكرية الأخيرة داخل لبنان، فقد تعرضت البنية التحتية تحت الأرض للجماعة للتدمير، بالإضافة إلى خسائر كبيرة في الأسلحة والذخيرة، بما في ذلك مستودعات الصواريخ المضادة للدبابات، هذه الحرب أسفرت عن اغتيال حسن نصر الله، الأمين العام، والقادة الكبار في الحزب، إضافة إلى تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية مثل "البيجر" و"ووكي توكي"، التي اسفرت عن 3الف قتيل وجريح في لبنان بينهم الكثير من أعضاء حزب الله ، وتعرض الحزب كذلك لهجمات جوية متتالية من سلاح الجو الإسرائيلي وتوغل بري ضد قوة "الرضوان" التابعة له.
وتشير إحصائيات إسرائيل إلى تدمير حوالي 30 طناً من الألغام والعبوات الناسفة، 50٪ صاروخ "والمسيرات "، بالإضافة إلى مئات الأسلحة الشخصية، بما فيها الأسلحة الدقيقة والرشاشات، مع تدمير مئات الآلاف من الطلقات والعديد من منصات قواعد الصواريخ.
وأكد حسن نصر قبل اغتيالهُ، إن استهداف مستودعات الصواريخ في جنوب لبنان جاء نتيجة لأخطاء استراتيجية ارتكبها فؤاد شكر، المسؤول العسكري في الحزب، وقد اعترفت إسرائيل بتدمير 6000 صاروخ في عملياتها ضمن "خيبر الأولى"، التي كانت ضربة استباقية، ما يكشف أن إسرائيل نجحت في اختراق الحزب منذ عام 2006 وحتى 2024، مع حدوث حوالي 36 ألف اختراق استخباري حسب تصريح الامين العام الجديد للجزب نعيم قاسم.
كما تكبد الحزب خسائر في ممتلكاته وبنيته التحتية، حيث أظهرت تقارير لبنانية تدمير 37 بلدة بالكامل من قبل سلاح الجو الإسرائيلي، وإلحاق الدمار بحوالي 40 ألف وحدة سكنية، مما أدى إلى سقوط نحو 3000 قتيل و13500 جريح، بينهم عدد كبير من عناصر الحزب منذ بداية شهر اكتوبر لعام 2024.
الخسائر المعنوية والاستراتيجية للحزب واضحة، حيث أظهرت إسرائيل ضعف "حزب الله" أمام الرأي العام اللبناني والعربي، بعد عمليات الاختراق والاستخباراتية، وأدى اغتيال العديد من قادته إلى اهتزاز الثقة في الحزب، مما يثير تساؤلات حول استمرار قدرتهُ دوره داخل لبنان وتدخله في السلطة بعد الحرب التي أصبحت مستبعده، وقد طُرحت مجدداً مسألة قرار 1701 واستبعاد الحزب عن التدخلات الداخلية ونزع سلاحه.
ماذا حقق حزب الله من ارباح في المعركة؟ .
على الرغم من الخسائر الكبيرة، فإن "حزب الله" حقق بعض المكاسب الاستراتيجية، حيث أثبت بقاءه في الساحة عبر تطوير قدراته الصاروخية والقتالية، وتعمق قصفه للأهداف الإسرائيلية الحساسة، مما أثار مخاوف في إسرائيل ، كما أفقد الحزب ثقة المستوطنين الإسرائيليين في المناطق الشمالية الذين غادر 90٪ منهم منازلهم ولم يتبقي لحزب الله سوى ورقة ضغط وحدة وهي إعادة المستوطنيين للشمال وهي الوعيد الأخير والوحيد التي اطلقها حسن نصر الله قبل اغتيالهُ من تهديدات .
للإجابة على السؤال "الموقف القوي يميل لصالح من؟ إسرائيل أم حزب الله؟"، سنعتمد على تحليل المعطيات العسكرية والسياسية والاستراتيجية في السياق الحالي بين إسرائيل وحزب الله. سنقوم بتحليل موقف الطرفين، ونستعرض السيناريوهات المحتملة بناءً على المعطيات .
وحسب المعطيات في المعركة الجارية، إسرائيل تتمتع بتفوق هائل في مجال القوة العسكرية. ، نلاحظ أن إسرائيل تواصل استخدام قوتها الجوية والبرية بشكل مكثف، حيث تهاجم بنية حزب الله التحتية وتنقض على المواقع العسكرية، وتوسع أهدافها العسكرية والسياسية، بالإضافة إلى أن إسرائيل تمكنت من توجيه ضربات مؤلمة لمواقع استراتيجية لحزب الله في لبنان، كما أن القصف الجوي الإسرائيلي يستهدف مناطق استراتيجية وحيوية بما في ذلك مناطق الحزب، و إسرائيل تستفيد من قدراتها العالية في مجال الطيران الحربي واستخدام الأسلحة المتطورة، بالإضافة إلى الدعم العسكري الغربي، خصوصًا من الولايات المتحدة الأمريكية، هذا التفوق يجعل إسرائيل قادرة على تعويض الخسائر بشكل أسرع وأكثر فاعلية.
استراتيجية الضغط على حزب الله: إسرائيل تواصل فرض ضغط على حزب الله من خلال "رسائل الضغط تحت النار"، بما في ذلك توسيع العمليات البرية والجوية، كما أنها تحاول أن تجعل الحزب يقبل بالمفاوضات تحت تهديد التدمير الكلي للانسحاب من جنوب للبنان واقاف هجماتهُ العسكرية ضد اسرائيل .
. وضع حزب الله:
في المقابل، حزب الله يراهن على الميدان، حيث يعتقد أن قدرته على استنزاف الجيش الإسرائيلي عبر العمليات البرية، واستخدام الصواريخ والطائرات بدون طيار، ستؤدي إلى تقليص فعالية الحملة الإسرائيلية، و أن حزب الله ينفذ عمليات نوعية استهدفت معسكرات عسكرية في حيفا وتل أبيب، معتمد على منصاتهُ الصاروخية البالستية كقوي ضغط، بالإضافة حزب الله يعتمد على تضاريس جنوب لبنان في سياق مقاومته، حيث يُعتقد أن التضاريس الجبلية والمناطق الوعرة تشكل عقبة أمام الجيش الإسرائيلي، على الرغم من التفوق الإسرائيلي في الأسلحة، فإن صعوبة الحرب البرية تجعلها مكلفة بالنسبة لإسرائيل.
يعتمد حزب الله على إيران تعتبر لاعبًا رئيسيًا في دعم حزب الله، حيث يوفر فيلق القدس الدعم الاستشاري والتسليحي، واحتمالية أن إيران قد تتدخل مباشرة إذا كانت هناك تهديدات كبيرة لحزب الله، وهو ما يراه الخبراء العسكريون رهانًا مهمًا من الحزب وإيران في حال تصاعدت التهديدات العسكرية الإسرائيلية بشكل أكبر.
وموقف حزب الله صعب في الداخل حيث يواجه تحديات داخلية كبيرة، بما في ذلك فقدان العديد من القيادات العليا في الهجمات الجوية الإسرائيلية، مما يضعف قدرته على اتخاذ القرارات الاستراتيجية في الداخل اللبناني، كما أن الضغط العسكري والاجتماعي على الحزب في لبنان، خاصة في المناطق التي تعتبر بيئة حاضنة له، يضعف موقفه.
ووحسب المعطيات السياسية يظهر أن حزب الله في موقف صعب ولا تميل القوي والاحداث الجارية لصالحهُ وانما لصالح اسرائيل ولذلك يعتمد على الرهان بالميدان للقتال بصفة انتحارية قد توادي إلى القضاء عليه ويراهن على إيران في الأخير، و إيران تراهن على "الوقت" كعنصر حاسم في الصراع، حيث تعتقد أن المفاوضات السياسية أو توقف القتال قد يكون حلاً للحفاظ على ماتبقي من قوة حزب الله. إذا استمرت الحرب على هذا النحو، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تدمير كبير لحزب الله، مما يهدد المصالح الإيرانية في المنطقة، من هنا، إيران تسعى لإبقاء حزب الله في الميدان، وقد تتحول استراتيجيتها إلى تدخل مباشر عسكري إذا اقتضت الحاجة.
السيناريوهات المحتملة:
السيناريو الأول: تصاعد الصراع واستمرار التفوق الإسرائيلي
إذا استمرت إسرائيل في توجيه الضغوط العسكرية المكثفة على حزب الله عبر الهجمات الجوية والتوغل البري، فيمكن أن يؤدى هذا إلى تدمير شبه كامل لبنية حزب الله التحتية وقدراته العسكرية، في هذه الحالة، يمكن لإسرائيل أن تحقق انتصارًا عسكريًا حاسمًا، حيث ستزيد من الضغط العسكري والاقتصادي على الحزب في محاولة لإرغامه على القبول بشروطها أو تصفتهُ من الساحة اللبنانية .
السيناريو الثاني: تدخل إيران المباشر وتغيير موازين القوى
إذا تعرض حزب الله لخطر كبير في لبنان، قد تتدخل إيران بشكل مباشر عبر إرسال قوات أو تعزيز الجهود العسكرية عبر حلفائها في المنطقة (مثل الحشد الشعبي)، وتعزيز جبهة سوريا هذا قد يؤدي إلى تغيير في موازين القوى على الأرض، خصوصًا إذا تم تكثيف الهجمات على مواقع إسرائيلية استراتيجية، رغم انهُ مستبعد في ظل الدعم الغربي الكبير لاسرائيل واحتمالية المشاركة المباشرة ضد إيران لصالح اسرائيل .
السيناريو الثالث: التفاوض ووقف إطلاق النار بسبب استنزاف الطرفين
إذا استمرت الحرب لفترة أطول، قد يصل الطرفان إلى طريق مسدود عسكري، مما قد يدفعهما إلى البحث عن تسوية سياسية، في هذه الحالة، من المحتمل أن يتم فرض وقف إطلاق نار، وقد تتدخل أطراف دولية مثل الولايات المتحدة أو الأمم المتحدة للضغط على إسرائيل وحزب الله لإيجاد حل وسط، ولكن، في هذه الحالة، فإن حزب الله سيظل في موقف ضعيف من الناحية العسكرية وسيفقد قدرتهُ في الداخل اللبنانية .
السيناريو الرابع: استمرار المقاومة وتكبد الخسائر لكن دون هزيمة نهائية
قد يستمر حزب الله في المقاومة، على الرغم من الخسائر الكبيرة، في محاولة لاستنزاف الجيش الإسرائيلي ببطء في حرب استنزاف طويلة الأمد، ولكن هذا السيناريو قد يترتب عليه تدمير كبير في بيئة حزب الله الحاضنة، وبالتالي فإن الحزب قد ينجح في البقاء ولكن بتقليص قدراته العسكرية بشكل كبير.