تقرير: روسيا تستثمر في الصراع اليمني لصرف انتباه الغرب وتعزيز نفوذها الإقليمي
الأربعاء - 04 يونيو 2025 - 12:56 ص
أحدث العالم ــ متابعات
كشف تقرير صادر عن مركز مالكوم كير–كارنيغي للشرق الأوسط عن تنامي التقارب بين موسكو ومليشيا الحوثي في اليمن، مشيراً إلى أن روسيا تستخدم علاقتها المتنامية مع المليشيات المسلحة لتعزيز مصالحها الاستراتيجية، وصرف أنظار الغرب عن الحرب في أوكرانيا.
وذكر التقرير أن الكرملين كثّف اتصالاته الدبلوماسية والعسكرية مع الحوثيين، رغم تأكيده العلني على الحياد. وأشار إلى وجود مستشارين عسكريين روس من جهاز الاستخبارات العسكرية (GRU) في صنعاء، فضلاً عن تقارير أممية حول محاولات تهريب أسلحة روسية إلى اليمن.
يأتي هذا التقارب في وقت تسعى فيه موسكو لتعزيز نفوذها في منطقة البحر الأحمر، عبر دعم أطراف معادية للغرب.
واعتبر التقرير أن الحوثيين أثبتوا فائدتهم للكرملين عبر استهداف السفن الغربية، ما أدى إلى تعطيل نحو 12% من التجارة الدولية، وشَتَّتَ جهود الغرب في دعم أوكرانيا.
كما لفت التقرير إلى أن روسيا تستفيد اقتصادياً من علاقاتها المتنامية مع الحوثي، حيث أصبحت من أكبر مورّدي الحبوب للبلاد، وتُجري محادثات حول الاستثمار في قطاعي النفط والطاقة.
وعلى الجانب السياسي، تحاول الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً توسيع علاقاتها مع موسكو، أملاً في أن تلعب دوراً في كبح جماح الحوثيين، وهي آمال وصفها التقرير بـ”غير المبررة” في ظل انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا.
وأشار التقرير إلى أن موسكو، رغم علاقتها الجيدة بجميع أطراف النزاع اليمني، ترى في مليشيا الحوثي حليفاً أيديولوجياً مناهضاً للغرب، وتسعى لاستثمار نجاحهم العسكري في المنطقة بعد فقدانها لنفوذها في سوريا.
وختم التقرير بالإشارة إلى أن روسيا ليست بصدد تقديم دعم إنساني أو حل سياسي حقيقي في اليمن، بل توظف الصراع هناك كورقة ضغط جيوسياسية، ما يجعل من الصعب التعويل على دورها كوسيط سلام فاعل في الوقت الراهن.