غروسي: لا يمكن حل قضية ملف إيران النووي بشكل دائم عبر العمل العسكري
الأحد - 29 يونيو 2025 - 10:04 م
احداث العالم _ TRT
قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو غروسي، إنه لا يمكن إيجاد حل دائم ومستدام لقضية البرنامج النووي الإيراني من خلال العمل العسكري، مشدداً على أهمية التوصل إلى اتفاق شامل يحقق الأمن للمنطقة والعالم بأسره.
وأضاف غروسي، خلال مشاركته في برنامج "واجه الأمة" (Face the Nation) على شبكة "سي بي إس" (CBS) الأمريكية، أن المنشآت النووية الإيرانية تعرضت لأضرار جسيمة نتيجة الهجمات التي نفذتها الولايات المتحدة وإسرائيل.
ولفت إلى أن السلطات الإيرانية هي الوحيدة التي يمكنها في الوقت الحالي تقييم حجم الأضرار بشكل دقيق من خلال الفحوصات المباشرة.
ونوه إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستكون، في مرحلة ما، طرفاً في أي اتفاق محتمل بشأن المنشآت النووية الإيرانية، مؤكداً ضرورة عودة مفتشي الوكالة إلى هذه المنشآت ومواصلة مهامهم.
وحول مصادقة مجلس صيانة الدستور الإيراني على القانون الذي يقضي بتعليق التعاون مع الوكالة، أعرب غروسي عن أمله في ألا تتطور الأمور بهذا الشكل، وأشار في الوقت نفسه إلى أن إيران، كدولة طرف في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، ملزمة قانوناً بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ورداً على سؤال عما إذا كانت إيران قد طردت المفتشين الدوليين من أراضيها، قال غروسي: "لا، لم يتم طردهم. أتابع القرار الذي جرى اتخاذه بعناية وبشيء من القلق، لكن بالطبع، هذا قانون داخلي، والبرلمان الإيراني هو من صدّق عليه. ومع ذلك، توجد تبعات قانونية مترتبة على ذلك. فالاتفاقيات الدولية لها الأولوية دائماً، ولا يمكن التهرب من الالتزامات الدولية بحجة القوانين المحلية".
وتابع: "مع ذلك، لم تعلن إيران حتى الآن عن أي خطوة من هذا النوع، وأرى أن هذا الموقف بنّاء. لذلك، أعتقد أنه من الضروري التعمق في التفاصيل، لأن مواصلة العمل هناك أمر بالغ الأهمية. وإلا، فلن يكون لدى أحد أي فكرة عما يحدث داخل إيران".
وفيما يتعلق بنحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب، وما إذا كان قد جرى نقله قبل الهجمات، أوضح غروسي أنهم لا يعلمون حتى الآن ما إذا كانت هذه المادة قد تعرضت للهجوم خلال فترة 12 يوماً من العدوان.
وأشار إلى أن جزءاً من هذا اليورانيوم قد يكون تعرض للتلف في أثناء الهجمات، بينما قد يكون الجزء الآخر قد نُقل إلى مكان آخر، مؤكدًا أن توضيح هذه المسألة يتطلب إعلانًا رسميًا من طهران.
وأعرب غروسي عن قلقه من غياب أي توضيح رسمي، قائلاً: "لهذا السبب، أقول بكل وضوح إن من المهم للغاية أن تسمح إيران لمفتشينا بمواصلة عملهم في أقرب وقت ممكن".
وعند سؤاله عما إذا كانت إيران تمتلك حالياً القدرة على إنتاج سلاح نووي، أجاب غروسي: "لا أريد أن أكون جزءاً من خطاب يهدف إلى إثارة القلق، ولكن من الضروري أن نكون في وضع يمكننا فيه تأكيد ما يحدث، وأين يحدث، وكيف يحدث"، وأكد أن إيران تمتلك بالفعل القدرة الصناعية والمعرفة الفنية، وهذه المعرفة لا يمكن القضاء عليها.
وأضاف: "أعتقد أن هذا الوضع يجب أن يدفعنا جميعاً إلى إدراك حقيقة واضحة مفادها عدم إمكانية إيجاد حل دائم ومستدام لهذه القضية من خلال العمليات العسكرية. الحل سيكون من خلال التوصل إلى اتفاق، يتضمن نظام رقابة يمنح الجميع، سواء في المنطقة أو في أنحاء العالم، الثقة والاطمئنان. وبهذا الشكل فقط، يمكن طي هذه الصفحة نهائيًا".
وفي تعليقه على بيان وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، الذي أفاد بأن المنشآت تعرضت لتدمير كبير وأن إعادة بنائها قد تستغرق سنوات، قال غروسي: "القدرات التي تمتلكها إيران لا تزال موجودة. بإمكانهم خلال بضعة أشهر، وربما في وقت أقصر، تشغيل عدد من سلاسل الطرد المركزي وإنتاج اليورانيوم المخصب. ولأكون صريحاً، لا يمكننا القول إن كل شيء قد دُمر بالكامل".
وفي 13 يونيو/حزيران الجاري، شنت إسرائيل بدعم أمريكي عدواناً على إيران استمر 12 يوماً، شمل مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، وأسفر عن 627 قتيلاً حسب آخر حصيلة، و5 آلاف و332 مصاباً، وفق وزارة الصحة الإيرانية.
وردت إيران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، اخترق عدد كبير منها منظومات الدفاع، ما خلف دماراً وذعراً غير مسبوقين، فضلاً عن 29 قتيلاً و3 آلاف و345 جريحاً، حسب وزارة الصحة وإعلام عبري.
ومع رد إيران الصاروخي ضد إسرائيل وتكبيدها خسائر كبيرة، هاجمت الولايات المتحدة منشآت نووية بإيران، مدعية "نهاية" برنامجها النووي، فردت طهران بقصف قاعدة "العديد" العسكرية الأمريكية بقطر، ثم أعلنت واشنطن في 24 يونيو.حزيران وقفاً لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران.